تأثير التعلم الالكتروني على سلوك الطالب
صفحة 1 من اصل 1
تأثير التعلم الالكتروني على سلوك الطالب
تأثير التعلم الالكتروني على سلوك الطالب
(العقلي والاجتماعي و الحركي )
إن الذكاء المنطقي- الرياضي : يتضمن القدرة على حل مشكلات منطقية أو معادلات رياضية .
وسأتناوله أيضا على أنه القدرة على التعامل مع المعلومات العلمية (الذكاء العادي / الشائع) وهو ما لا يتعارض مع باقي تعاريف الذكاء المنطقي.
أما الذكاء العاطفي أو الاجتماعي فهو : القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين. (كولمان Coleman)
الذكاء الجسدي-الحركي : الخاص بإمكانية استعمال الجسم لحل مشكلات معينة .
التعليم الإلكتروني وذكاء الطالب المنطقي
مميزات :
مما لا شك فيه أن التعليم الإلكتروني كان له الدور الكبير في تنمية ذكاء الطالب المنطقي والقدرة على التحصيل الدراسي وفهم المعلومات.
فبرامج الحاسوب المتنوعة والتي تستخدم إمكانيات ووسائل قد لا تتوفر دائما في القاعة الدراسية (مثل الأفلام العلمية ومواد الصوتية والمرئية) تساعد الطالب بشكل أو بآخر على استيعاب المعلومة ..
وتتنوع البرامج لتقدم المعلومة بعدة طرق .. بحيث إن لم يستوعبها الطالب بطريقة فانه يستوعبها بالأخرى .. عن طريق استغلال المؤثرات الصوتية والمرئية والحسية (مثل الواقع الافتراضي) لتثبيت المعلومة عند الطالب .. وأيضا تقديم أمثلة متنوعة وأساليب شرح مبتكرة .. بينما قد لا يستطيع كل المعلمين فعل هذا .
كما أن لهذه البرامج ميزة تكرار المعلومة بعدد من المرات لا حصر لها بينما يمل المعلم .. فلا ننس أن التلقين أسلوب سيء في حال استخدم وحده دون شرح وفهم .. لكن الحفظ وطريقة التلقين طريقة هامة وأساسية في بعض المواد ومع بعض الأنواع من المعلومات مثل التواريخ والإحصائيات والجداول والشعر والقرآن.
ومن المميزات الأخرى للتعليم الإلكتروني على تحصيل الطالب (وهو النتيجة الطبيعية لذكاء الطالب المنطقي) .. الاختبارات الإلكترونية .. فمن المعروف أن الاختبارات هي الجزء الذي يكرهه الطالب في الدراسة .. والعديد من الطلبة يصيبهم الخوف والتوتر من الاختبارات ، بل إن الأمر ليصل بالبعض إلى درجة الخوف المرضي من الإمتحانات.
وأتى التعليم الإلكتروني ليغير كل هذا .. فالإختبارات للمراحل التعليمية الأولى تكون على هيئة ألعاب شيقة تزيد من رغبة الطالب في خوضها .. بل وتتنوع الإختبارات وتقدم بهيئات وأساليب مختلفة .. وبهذا فأن المعلومة تثبت في عقل الطالب.
أما طلاب المراحل التعليمية المتقدمة فدوما مشكلة الاختبارات معهم هي التوتر والخوف .. فالإختبار في المنزل سيزيل بالتأكيد قدرا لا بأس به من الرهبة ويساعد الطالب على التركيز والإجابة بثقة أكبر. (وبالرغم من ذلك فإنها لا تعالج مشكلة الخوف بشكل صحيح تماما .. فصحيح أن الطالب قد تغلب على خوفه ببعده عن المؤثر "قاعة الإمتحان" لكن الخوف منها لا يزال لديه)
ومن ناحية أخرى فإن التوتر لا يصيب الطالب جراء إنتظاره لنتيجة الإختبار فالإختبارات الإلكترونية توفر النتيجة فورا بعد الإنتهاء من الإختبار.
ونقطة أخرى هامة للغاية .. أن توفر الإمتحانات لشهادات هامة وذات سمعة وثقل علمي على الإنترنت ومن خلال التعليم الإلكتروني يشجع الطلبة على خوضها وبالتالي تزداد لديهم الخبرات في المجالات العلمية والتخصصية المتنوعة ومنها يزداد التحصيل العلمي والذكاء المنطقي للطالب.
من المميزات الأخرى للتعليم الإلكتروني والتي ساهمت في تنمية ذكاء الطالب أنه غيّر مفهوم العلاقة بين الطالب والحاسوب .. فلم تعد العلاقة علاقة لعب وتسلية .. فالحاسوب الآن أداة مهمة للتعلم .. بل وممتعة أيضا لأنه يحبه في الأصل .
ورغم أن التعلم الإلكتروني ليس 100% تعلم ذاتي إلا أنه يعتمد عليه بشكل كبير .. والتعلم الذاتي يعتبره علماء النفس والتربية من أفضل أساليب التعلم و من أهم العوامل التي تساعد الطالب على تكوين قواعد علمية راسخة وثبات المعلومات لديه لفترات طويلة من عمره وذلك لأنه يمّكن المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه.
وكذلك احتكاك الطالب بالثقافات الأخرى لباقي الطلاب يزيد من حصيلته اللغوية والثقافية حول الشعوب الأخرى .. وإن كانت هذه النقطة أيضا تحتمل المعنى السلبي والإيجابي.
سلبيات :
في الحقيقة إن إيجابيات ومميزات التعليم الإلكتروني على ذكاء الطالب المنطقي أكثر بكثير من سلبياته .
لكن كمثال .. فإنه من المعروف أن التعليم الإلكتروني واستخدام الحاسوب في التعليم يسهل عملية البحث .. فبدلا من أن يتصفح الطالب الكتاب كاملا أو حتى عدة كتب حتى يبحث عن معلومة فإن خاصية البحث في أي صفحة (ctrl+f) أو حتى محركات البحث في الإنترنت جعلت الوصول إلى نتائج دقيقة في غالب الأحيان هي القاعدة.
ورغم أن ذلك يعتبر ميزة واستثمار لوقت الطالب إلا أن له جانب سلبي خفي .. فالبحث من خلال تصفح كتاب كامل أو عدة كتب يثري عقل الطالب بالمعلومات التي يقرأها في أثناء بحثه ويوسع مداركه ، على عكس الوصول إلى ما يبحث عنه في سرعة ودون جهد أو المرور على معلومات أخرى حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة.
ورغم أن الطالب يكتسب بعض المهارات في البحث الإلكتروني إلا أنه يفقد بعض مهارات البحث الهامة جدا مثل التصفح السريع ومعرفة أمهات الكتب أو المصادر الورقية الشهيرة للبحث.
كما أن عدم وجود حوار أثناء تلقي بعض المعلومات (عبر القراءة أو الاستماع لفيلم تعليمي أو غيرها من الطرق التي لا يكون فيها ممكنا حدوث حوار بين المعلم والطالب ) يؤثرا سلبا على ذكاء الطالب فالحوار يعطي الطالب فرصة أكبر للفهم والنقاش في النقاط التي لم يستوعبها جيدا وبالتالي فإن تحصيله العلمي يتأثر بوجود حوار حول المادة الدراسية ، فالفارق بين أن يقرأ الطالب المعلومة أو يستمع لها وبين أن يتحدث فيها ويتناقش ليس فقط مع المعلم بل ومع بقية الطلبة فيها كبير.
فالنقاش يجعل الطالب على اطلاع على باقي أفكار زملائه في الصف وينمي لديه قدرات التفاعل والتفكير والتحليل وما إلى ذلك من مهارات التفكير والتعامل مع المعلومات.
ربما منتديات الحوار العلمي والتابعة للمدارس تفادت هذه المشكلة بشكل ما لكن يظل الفرق بين الحوار الواقعي والحوار الإلكتروني فرقا كبيرا ، فالحوار الإلكتروني عادة ما يكون فيه التركيز أقل وعدد المتحاورين كذلك.
ويمكننا القول أنه من سلبيات التعليم الإلكتروني على ذكاء الطالب المنطقي أيضا حدوث التشتت الذهني للطالب أثناء الدراسة .. فقد تحدثت قبلا أن علاقة الطالب بالحاسوب كانت علاقة تسلية قبل أن تكون علاقة دراسة واستفادة .. لكن وجود سبل التسلية في نفس أداة الدراسة (واقعيا) يشتت الطالب ويجعل لديه مثل الصراع الداخلي بين واجب الدراسة وبين حبه للتسلية وإن لم يكن هناك رقابة من الأهل أو دافع ذاتي للتحصيل العلمي والإجتهاد في الدراسة لأصبحت هذه النقطة مشكلة حقيقية في تحصيل الطالب العلمي.
التعليم الإلكتروني وذكاء الطالب الاجتماعي (العاطفي)
فلنبدأ بالسلبيات :
لأنها التي تبرز للسطح دوما عند الحديث عن تأثير التعليم الإلكتروني على سلوك الطالب الاجتماعي ، إن الذكاء العاطفي ليس عضويا فقط ، بل اجتماعي أيضا، ويبدأ الطالب في اكتسابه في المراحل العمرية الأولى والتي يكون فيها النمو الاجتماعي للطفل في بدايته حيث يكتسب المهارات الاجتماعية الأساسية التي سيبني عليها شخصيته الاجتماعية فيما بعد ، وأخطر عواقب فشل النمو الاجتماعي في هذه المرحلة هو التبلد في المشاعر وصعوبة فهم انفعالات الآخرين.
وذلك لأن الاحتكاك المباشر بالبشر وما يولده من مواقف عاطفية تحفر في الذاكرة و تؤثر على سلوك الفرد وطريقة اتخاذ قراراته.. فمثلا: سخرية الأطفال من سلوك معين لأحدهم يجعله يتعلم كيف يتحاشى هذا السلوك لينجو من سخريتهم.
وكما أشرت سابقا أن فقدان الحوار يؤثر على ذكاء الطالب المنطقي فإنه يؤثر على ذكاؤه الاجتماعي أيضا ، فمن خلال الحوار و التعامل المباشر يتعلم الطالب أدب النقاش والاستماع وكيفية طرح الأسئلة واحترام الطرف الآخر وانتقاء الألفاظ والمصطلحات ، وهذا ما لا يتوافر مع التعليم الإلكتروني.
كذلك هناك فرق كبير في أسلوب الثواب والعقاب الحقيقي الواقعي .. وأسلوب الثواب والعقاب الإلكتروني .. فرق في تفاعل الطالب معه وتأثره به .. فالثواب والعقاب الواقعي يكون أكثر تأثيرا على نفسيه الطالب ويؤدي لتحفيز السلوك الإيجابي وتراجع السلوك السلبي أكثر من أسلوب الثواب والعقاب الإلكتروني.
وقد خرجت دراسات علمية بأن الأجهزة الإلكترونية مثل التلفزيون والحاسوب وألعاب الفيديو تؤدي إلى الميل إلى العزلة وتراجع التواصل مع الآخرين .. ونادت بضرورة تفادي هذه الآثار السلبية.
مميزات :
إن الالتقاء بطلاب من ثقافات أخرى كما يعمل على التقريب بين أفكار وعقول الطلبة فأنه بالتأكيد يقرب بينهم اجتماعيا .. حيث يتعرف الطالب على العادات الاجتماعية لتلك البلدان .. ويستطيع الطالب أن يقارن بين تقاليد بلده وبين تقاليد البلدان الأخرى .. ويستطيع تكوين صداقات تتعدى الدائرة الضيقة من الخيارات المتاحة أمامه في محيطه الاجتماعي (المدرسة – البيت - النادي) فالتعليم الإلكتروني يساعد على تجاوز الحدود الجغرافية وتكوين الصداقات على أسس عقلية وتبعا للاهتمامات المشتركة وليس على أساس العمر الواحد أو المكان الواحد الذي يفرض على الإنسان مصادقة من يجدهم أمامه فحسب.
كما أنه يعتبر الحل (المهرب) المثالي للطلاب الخجولين أو ذوي الاحتياجات الخاصة ، فإنه يعني لهم عدم المواجهة المباشرة .. ويلاحظ دوما أن هذه الفئة تستطيع أن تبدع أكثر وتقطع شوطا أكبر في التحصيل العلمي من خلال التعليم الإلكتروني.
هاله احمد الالفي- المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 29/11/2013
العمر : 30
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى