*** التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني ***
صفحة 1 من اصل 1
*** التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني ***
عبدالرحمن بن محمد أبوعمة التعليم عن بعد والتعلم الإلكترونيعبدالرحمن بن محمد أبوعمةمن أهم مبررات الباحثين عن بدائل أخرى للتعليم العالي أو الاستفادة من الخبرات أو الأساليب المستخدمة خارج الوطن العربي في التعليم العالي، مثل التعليم عن بعد (distance education) أو التعلم الإلكتروني (e-learning) أو الانتساب أو التعليم المفتوح أو التعليم الموازي، هو تناقص الطاقة الاستيعابية للجامعات العربية مقارنة بالتزايد المطرد في أعداد خريجي وخريجات التعليم الثانوي، وذلك لأن التزايد في هذه الأعداد يفوق التوسع في مرافق وخدمات التعليم العالي، والتي يحكمها من بين عدة عناصر النمو السكاني وشح الموارد المالية مقارنة بمتطلبات مصروفات التنمية. ولعل من العوامل الرئيسة كذلك هو ظهور تساؤل من قبل مؤسسات وشركات القطاع الخاص عن مدى ملاءمة التأهيل الجامعي وكفاية التدريب العملي لشغل وظائف القطاع الخاص، وربما لتأدية بعض الأعمال الفنية في القطاع العام أحيانًا.كما ظهر من بين المبررات عدم توفر أعمال مناسبة لخريجي التعليم الثانوي، وعدم استيعاب الكليات العسكرية للطلاب بالنسبة نفسها التي كانت تستوعبها من خريجي الثانوية، وإغلاق مسار معاهد المعلمين المتوسطة والثانوية ومعاهد المعلمات التي كان وجودها يحد من أعداد المتجهين للمدارس الثانوية وبالتالي الحد من المتجهين بعد مرحلة الدراسة الثانوية إلى الجامعات.كما تؤكد بعض الآراء أهمية أن يواجه التعليم التقليدي أو المطور بعض التحديات المستجدة في العالم العربي مثل: ضرورة انتشار التعليم الجامعي، وتوسيع دائرة المتعلمين، ومراعاة الجدوى الاقتصادية، وتمهيد طريق التعليم العالي أمام فئات إضافية من المجتمع، وتلبية الاحتياجات التنموية بسرعة، ومحاولة المحافظة على النوعية والمستوى المقبولين لسوق العمل.ولحل هذه المعادلة الصعبة أو المعضلة القادمة فإنه لا بد أن تفكر الجامعات وكليات التعليم العالي في المملكة في طرق وأساليب مستخدمة في أماكن أخرى من العالم.لقد أصبح التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني شائعًا في كثير من مؤسسات التعليم العالي في الدول المتقدمة وكثير من الدول النامية، وفرض نفسه لاستخدامه بالكامل في برامج تؤدي إلى درجة جامعية أو إلى درجة الاعتماد عليه جزئيًا لاستيفاء بعض المتطلبات الجامعية العامة.تكمن ماهية هذا النظام التعليمي في البعد المكاني، وربما الزمني بين الأستاذ والمؤسسة التعليمية والطالب ويتم استخدام التقنية مثل الصوت أو الأشرطة السمعية البصرية أو المعلومات والبيانات عن طريق البريد الإلكتروني وأشرطة الحاسب الممغنطة ومواقع شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى المواجهة الشخصية أحيانًا، عبر مراكز تعليمية، لتجسير الفجوة في العملية التعليمية.تقنيات التعليم عن بعد والتعلم الإلكترونيلا توجد تقنية كاملة وشاملة ومناسبة للتدريس في نظام التعليم عن بعد بدون وسيلة رديفة أخرى، وبالتالي لا بد من استخدام أكثر من طريقة في الوقت نفسه للوصول إلى أسلوب تعليمي ناجح. ويمكن أن نلاحظ على أساليب التعليم عن بعد بأنظمته المختلفة وطرقه وأساليبه المتجددة ومستويات التعليم فيه ما يلي:ـ ما زالت المطبوعة وحدة أساسية في معظم وسائل التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني، وتؤدي دورًا مماثلاً، كما في المقرر الدراسي في التدريس التقليدي.ـ دور الأستاذ والاتصال به عن طريق المؤتمرات الصوتية (audio) أو السمعصوتية (video) أو البريد الإلكتروني وسيلة جديدة للتعويض عن التدريس المباشر، ويمكن عن طريق ذلك استضافة محاضرين متميزين في فترات محددة.ـ تزايد في السنوات الأخيرة استخدام مؤتمرات الحاسب الآلي أو البريد الإلكتروني في إرسال الواجبات والتساؤلات من وإلى أحد أو كل طلاب المقرر. ويمكن عن طريق هذا الأسلوب زيادة التفاعل بين الطالب والمدرس.ـ يقدم الفيديو مادة مسبقة التسجيل عن محاضرة أو محاضرات المقررات ويساعد في عرض المقرر بصريًا أمام الطالب، ويمكن تكرار المحاضرة في الوقت المناسب للطالب وعدة مرات.ـ من الوسائل المستخدمة كذلك في التعليم عن بعد استخدام الفاكس لتوزيع الواجبات الدراسية والتعليمات السريعة للإعلان عن أمور تهم الدارسين، وللحصول على تغذيتهم الرجعية أي ملاحظاتهم وتساؤلاتهم.ـ تؤدي أشرطة الحاسب الآلي الممغنطة دورًا كبيرًا في التعلم الإلكتروني، حيث يمكن حفظ كتاب أو أكثر لمقرر أو مقررات دراسية بالكامل، كما تعرض بعض الجامعات أو الشركات وحدات على هذه الأشرطة بأسلوب جيد وميسر للدارسين، وسهل الاستخدام والحفظ والنقل.ـ تعد المواقع على شبكة الإنترنت، لكثير من الجامعات التي تتوفر عليها المقررات بالكامل أو الوحدات المراد عرضها على الدارسين، من أحدث وسائل التعلم الإلكتروني.خصائص التعليم عن بعد والتعلم الإلكترونييظن بعض المراقبين للتعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني أن الهدف هو الجدوى الاقتصادية وهو قول ليس دقيقًا دائمًا وربما خطأ وتشويه لهذا الأسلوب من التعليم في بعض الحالات. يرى الأساتذة المستخدمون لتقنيات هذا التعليم أن مزاياه تفوق العقبات التي تعترضه أو السلبيات المرافقة له. وفي المقابل يعتقد بعض الأساتذة أن التحضير المركز في محاضراتهم للتعليم عن بعد ينعكس إيجابيًا على تدريسهم وقدرتهم على إيصال المعلومات إلى الطلبة، حتى في التعليم التقليدي. ويمكن حصر خصائص التعليم عن بعد فيما يلي: ـ تحسين نوعية التدريس والالتزام بوحدات المقرر وإمكانية متابعة نوعية المادة المقدمة للطلبة ومستواها.ـ إمكانية تطوير أجزاء محددة من المقرر وتحديث معلوماته أو بياناته.ـ تلبية حاجات من لا يستطيع من الطلاب الحضور إلى مقرر الجامعة باستمرار أو يسكن بعيدًا جدًا عن الجامعة.ـ تجاوز الفروق العمرية للطلبة الدارسين فيه فقد ينتظم فيه شاب حديث التخرج من المرحلة الثانوية أو شخص مضى على تخرجه أكثر من ثلاثين عامًا.ـ يعد أسلوب التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني من وسائل التعلم على طول الحياة (lifelong learning).ـ إتاحة الفرصة لأساتذة من خارج الجامعة دون قيود الوقت في المساهمة في التدريس وذلك بتسجيل محاضراتهم على أشرطة وتوفيرها للطلبة أو وضعها على موقع الجامعة. ـ القدرة الاستيعابية الكبيرة للطلبة في برامج التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني مقارنة بإمكانات الجامعات المحدودة.ـ تعويد الطالب أو المتعلم بشكل عام الاعتماد على نفسه والبحث والاستقصاء والاستقلالية.ـ غرس روح التعاون والتحادث والمناقشة لدى الدارسين في مواقع النقاش والحديث للمجموعات التخصصية.ـ تبسيط عرض المعلومات باستخدام الحاسب وإعداد المحاضرات التي تراعي عناصر التعلم الذاتي مثل التكرار والتمرين والمراجعة.ـ إمكانية الحاسب للقيام بدور أداة متعددة الوسائل بعرض الرسوم وسماع الصوت وإظهار الصورة والطباعة.ـ لسرعة تطور تقنية الحاسب دور في إبداعه وإدخاله أساليب متجددة بأسعار مستمرة في الانخفاض. ويمكن للدارس والمتعلم البحث عن متطلبات استخدامه بين البرامج أو المعدات التي تتنوع وتتجدد دائمًا.ـ إمكانية الحاسب في الاتصال بالشبكات المحلية والإقليمية والدولية والشخصية الأخرى. لقد أصبحت بعض المؤسسات التعليمية تقدم برامج دراسات جامعية وعليا تعتمد أساسًا على مصادر المعلومات في الحاسب الآلي أو عن طريقه.ـ أصبح البريد الإلكتروني (e- mail) سريعًا وقليل التكاليف والبديل الأفضل عن البريد المعتاد، ويمكن استخدامه كاتصال بين اثنين قد يكون أحدهما معلمًا والآخر طالبًا، وبالتالي يمكن نقل المحاضرات كنصوص مباشرة أو نصوص في ملفات مرفقة ويتم قراءتها في الوقت المناسب للطالب، ويمكن للطالب أن يرسل بأسئلته واستفساراته بالأسلوب نفسه.ـ يمكن الوصول إلى لوحات الإعلان باستخدام الإنترنت مثل شبكة (USENET) و(LISTSERV) فالشبكة الأولى تجمع آلافًا من مجموعات الأخبار تتوزع من تصميم الحاسبات العالية (super) وحتى هواة الألعاب والحديث.. أما الشبكة الثانية فهي منبر للمناقشة في العديد من الموضوعات وتتوزع على مجموعات حسب اهتمامها.ـ الشبكة العنكبوتية أو ما تسمى بالشبكة العالمية الشاملة أو (World-wide web)، ويشار إليها بالرمز (www) وهي «شبكة معلومات ذات وسائل عالية عريضة الانتشار تسترجع الأهداف لتمنح إمكانية الاتصال لعدد كبير من الوثائق والبرامج التعليمية والمقررات على المستوى العالمي». تفتح كل جامعة أو مؤسسة تعليمية صفحة (home page) تعرض ما لديها من برامج تعليمية أو تدريبية.ـ إنشاء لوحة فصل أو مجلة إعلانات للفصل الدراسي. يمكن للطالب الذي يبعد عن مقر الدراسة وتعزله المسافة أو الوقت من التواصل عبر هذه اللوحة مع زملائه. يمكن ترتيب ما يشبه المؤتمر للنقاش، حيث يضع كل طالب أسئلته ويتلقى الإجابات من زملائه، وقد يكون ذلك تحت إشراف أستاذ مختص. كما يمكن إرفاق معلومات عن الواجبات والدروس والتعديلات في المنهج وطرق الاختبار في لوحة الفصل.ـ يمكن للطالب أن يتحادث عبر الإنترنت مع زملائه الآخرين أو مع أستاذ المقرر أو الباحثين وذلك ليحثهم على مناقشة موضوع ذي صلة بالفصل.ـ يمكن تطوير صفحة داخلية للفصل تحتوي على معلومات عن محتويات المقرر والتمارين والمراجع وسيرة الأستاذ. ويستطيع الأستاذ أو المعلم إدراج المواقع المفيدة على شبكة الإنترنت ذات الصلة بالموضوع.متطلبات التعليم عن بعد والتعلم الإلكترونييتطلب التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني عوامل عدة ومقومات تساعد على نجاح نظام التعليم المعتمد عليه، وتتوزع هذه العوامل على الوسائل المستخدمة وعلى المعلم أي الأستاذ والمتعلم أي الطالب والبيئة التعليمية، ولعل من أبرزها ما يلي:ـ ضرورة تدريب الأستاذ وإجادته أساليب استخدام وسائل التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني.ـ أهمية معرفة الطلبة لوسيلة التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني وتوفير الوسيلة المستخدمة لهم في أماكن إقامتهم أو مواقع عملهم.ـ وجود الرغبة القوية والحافز الذاتي لدى الطالب للتعلم والشعور بأهمية العلم الذي يدرسه، ودون ذلك ولو بنسب قليلة ربما يستحيل التعلم في هذه الوسائل.ـ مناسبة الوسيلة المستخدمة في التعليم عن بعد وإمكاناتها، فالتلفزيون أحادي البث والمؤتمرات السمعصوتية أي (audio visual) قد تكون أحادية أو ثنائية البث...وهكذا.ـ تؤدي سرعة التغير في تقنية الحاسبات الآلية بمصممي البرامج التعليمية إلى ضرورة تطويرها لتواكب الأجهزة الحديثة وهو ما يزيد من تكلفتها.ـ يجب أن يكون متوفرًا لكل طالب مسجل في المقرر إمكانية استخدام الإنترنت والاتصال بالشبكات العنكبوتية، كما يحبذ أن يستطيع الطالب استخدام الشبكة في المنزل أو العمل.ـ يجب أن يلم الطالب باستخدامات الحاسب الآلي الأولية ومهاراته الأساسية مثل الاتصال المباشر (online)، وتصليح الأعطال العادية لجهازه.ـ لا بد من معرفة المصادر التعليمية المتوفرة على الشبكة ذات الصلة بالمقرر وكأنها جزء من الدراسة، ولذا توجد كتب وبرامج خاصة كأدلة إرشادية لاستخدام الإنترنت.محدودية إمكانات التعليم عن بعد والتعلم الإلكترونيبعد هذا الحماس الذي أحمله مع كثير من أعضاء هيئة التدريس عن قناعة بأهمية التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني وبعجز مؤسسات التعليم العالي حتى بإمكانات مادية أكثر من أداء دور مماثل أو تلبية الطلب على التعليم العالي بالنوعية والكمية أنفسهما التي يمكن أن يقدمها هذا النوع من التعليم، إلا أنه من المؤكد أن لهذا التعليم حدودًا لا يمكن له تجاوزها ولا بد من مراعاة إمكاناته وخصائصه ليكون استخدامه مجديًا. لهذا النظام التعليمي قدرة هائلة على المحاكاة للواقع خارج الجامعة ولكن له قدرة تعليمية محدودة في الاعتماد عليه للتأهيل بالكامل في درجات علمية مثل الهندسة والطب وعلوم المختبرات وبعض الدروس المعملية والتدريبية الميدانية. يسيء بعض الأساتذة ولأسباب غير مبررة القول بأننا نستطيع عن طريق هذا النظام تحويل العدد الفائض عن حاجة البلاد من المعلمات لسد حاجة البلاد من ممرضات ودون أدنى تدريب معملي أو تعليم ميداني، وهذه هي التجارة بالعلم وبمصير الأمة ومستقبل الأجيال والترويج بالممكن لبيع المستحيل. التعليم عن طريق التلفزيون وهو ما شاع عليه تجاوزًا بالتعليم المفتوح محدود الإمكانات وأحادي الإرسال وفاقد للتفاعل بين المعلم والمتعلم ولا يمكن أن يؤهل منفردًا في أي تخصص، وتأهيله محدود أو معدوم عند صغار السن وحديثي التخرج من الثانوية، ولا يمكن أن يساعد هذا النوع من التعليم في حل مشكلة القبول في مؤسسات التعليم العالي. لا أود أن أستطرد في هذا المجال ولكن لكل وسيلة في التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني حدودًا وقدرات نسيء إلى العلم وإلى أمتنا إن نحن تجاهلناها أو تجاوزناها. كما تصدر الهيئات المشرفة على التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني لوائح وتعليمات للممارسة في التعليم عن بعد، وتوجد في بعض الدول أنظمة لأخلاقيات التعليم عن بعد لعلمهم أن من بينهم كما من بيننا من يبالغ كثيرًا في إمكانات التعلم الإلكتروني.الخاتمة:من المعلوم أن العد التنازلي قد بدأ وفي كثير من المجتمعات لبناء مقرات مكلفة وواسعة لكليات التعليم العالي أو حرم جامعي تتباهى به بين الجامعات المماثلة في العالم. وفي الوقت نفسه بدأت عجلة استخدام الشبكات الداخلية للبث بكل أنواعه وشبكات الإنترنت في التزايد، وانتشرت المعدات الآلية وأجهزة الحاسب في المكتبات وردهات الجامعات انتشار النار في الهشيم. وللتمثيل على هذا الاتجاه العالمي في مكننة التعليم نشير إلى التغيرات الكبيرة التي تحدث في امبراطورية جامعات نيويورك وجامعة فينكس وجامعة غرب قفرنرز والتي تجاوبت مع التطور في الاتصالات والتقدم الهائل في تقنيات الحاسب الآلي. بل إن جامعات قد بدأت بمكان محدود ودخلت كل بيوت العالم مثل جامعة أمريكا العالمية (America Global University). التقنيات، بما في ذلك تقنيات التعليم عن بعد، حركة ديناميكية قادمة لا يمكن أن تقف عند أبواب جامعاتنا، ولا بد لنا من الأخذ بها حتى لا يفرضها الزمن القادم علينا دون استعداد منا. ولذا من الضروري تدريب مدرسينا وأعضاء هيئة التدريس وإزالة أمية الحاسبات واستخدام التقنية وإعداد البنى التحتية بربط المدن والقرى والأرياف بشبكات اتصال تمكننا من مواكبة العصر.
mona hamed- المساهمات : 76
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى