التعليم الالكترونى ما بين النظرية والتطبيق
صفحة 1 من اصل 1
التعليم الالكترونى ما بين النظرية والتطبيق
التعليم الالكترونى بين النظرية والتطبيق:-
********************
كثيرة هي المجالات التي تأثرت بثورة الإنترنت والمعلوماتية، فالاقتصاد والسياسة، التربية والتعليم، البحث العلمي، الفن علم الاجتماع..الخ، فالتعليم حمل معاني كثيرة في هذا المجال فمثلا مصطلح التعليم الإلكتروني بات من أكثر المصطلاحات رواجا بين رواد التربية والتعليم، وبدأت المؤسسات التربوية الحكومية والخاصة سباقا سريعا نحو تفسير هذا النوع من التعليم، مما أدى الى تنافس هذه المؤسسات على مستوى العالم في تنظيم الورشات التدريبية والدورات العملية للخروج بإجابات واضحة ومحددة عن تأثيره على مخرجات التعليم، فانتشرت المواقع التعليمية الإلكترونية بسرعة رهيبة وباطراد مستمر، مما زاد من التنافس على تطوير خدمة التعليم الإلكتروني، وهذا عمل بدوره على استحداث المسميات والمصطلحات والاجتهادات في هذا النوع من التعليم.
فالتعليم الإلكتروني عبارة عن مجموعة العمليات المرتبطة بالتعليم التي تتم عبر الإنترنت، مثل الحصول على المعلومات ذات الصلة بالمادة الدراسية، ليس هذا فقط بل تم تجاوز الموضوع الى حد اعطاء الدروس او الحصص او المحاضرات بشكل متزامن مباشرة عبر الصفوف الافتراضية، مستغلين بذلك ما توفره المواقع المختلفة للصفوف الافتراضية من تسهيلات في تطبيق النظريات التربوية في بيئات تساعد على تحسين مخرجات التعليم، بشكل يخضع التكنولوجيا لتحقيق أهداف التربية والتعليم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل القضية هنا هي مجرد جعل الدرس أكثر تشويقًا للتلاميذ، وأسهل على المعلمين؟
إن المتغيرات السريعة المستمرة والعلم المتلاحق الأنفاس الذي يظهر المعلومات على الإنترنت فور التوصل إليها، والقدرة على التعامل مع جميع أنحاء العالم، وفي خلال لحظات خاطفة، كل تلك الميزات أصبحت علامة وشعارًا يميزان المؤسسات الحديثة. وإذا ما قارنا كل تلك المتغيرات مع الصورة التقليدية للطالب القابع في صفه، يقرأ من كتاب مدرسي يحوي مادة علمية عمرها عدة سنوات، ومعلم يشرح له الدرس بأمثلة من تجاربه الشخصية عمرها عشرات السنين، فإننا نشعر أننا ننظر داخل متحف تعلو آثاره طبقات من الغبار.
في منتصف العام 2010 اتيحت لي الفرصة للانخراط في نموذج تعليمي جديد يحمل عنوان "التعليم الإلكتروني المتزامن" خلال المشروع أصابتني حالة من الذهول، وقلب في الموازين والمفاهيم، مما اثار دافعيتي الى معرفة المزيد عنه فقمت بدراسة حول التعليم الالكتروني المتزامن حيث أظهرت النتائج أنه بإمكاننا إخضاع التكنولوجيا والاستفادة منها بشكل كبير جدا في تحسين نوعية التعليم وتحسين مخرجاته لما توفره لنا كمعلمين وطلبة من بيئات تعليمية غنية بالمصادر والوسائل المساعدة في تحقيق الاهداف التعليمية.
يعتبر البعض أن استخدام الصفوف الافتراضية تحتاج الى مهارات عالية عند الطلبة حتى يتمكنوا من الاندماج والانخراط في الدرس، وهذا ما لا أتفق معه ابدا، لكوني اختبرت ذلك على مجموعة من الطلبة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشرة عاما ( الصف التاسع الاساسي)، وخبراتهم في استخدام الكمبيوتر والإنترنت عادية جدا لا تتعدى معرفتهم باستخدام البريد الإلكتروني وتصفح المواقع العادية، اضافة الى تنوع مستوياتهم وقدراتهم في مادة الرياضيات.
إن النتائج التي توصلت اليها كانت مذهلة للغاية فمن خلال المقابلات الشخصية مع الطلبة وأولياء أمورهم ومع بعض المعلمين الذين انخرطوا في التجربة، تبين ان استخدام التكنولوجيا بشكل عام وتقنية الصفوف الإفتراضية بشكل خاص تعمل على زيادة دافعية كل من المعلم ليمارس التعليم بشغف والطالب أصبح يرغب في التعلّم والمشاركة والمواظبة على حل ما يطلب منه من مهمات، لأن المعلم أصبح يبتكر ويبحث عن الأساليب الفعالة التي تعمل على زيادة نشاط الطالب، فالفروق الفردية بين الطلبة تم تذويبها من خلال إعطاء الحرية للطالب في أن يعبر عن ذاته وبلغته وأسلوبه الخاص، وفتحت المجال للطالب والمعلم للتواصل بشكل أفضل دون الالتفات كثيرا إلى هاجز الخوف من الوقت المتاح لإنجاز المادة المقررة أو الخجل والخوف من تعليقات الزملاء.
وفي النهاية، إن استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بشكل سليم حتما ستؤدي إلى كثير من النتائج المرغوب بها من تعديل في سلوكيات الطلبة، تعديل المفاهيم الخاطئة، بناء المفاهيم... الخ، وحتى يتم ذلك كله لابد من إتاحة الفرصة للمعلمين لامتلاك القدرة على استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بالشكل السليم، كما وأن المنهاج المدرسي والجامعي أيضا يجب أن يكون منهاجا يوائم ويتناسب مع التطور الهائل في عالم التكنولوجيا، لا أن نكتفي بالأنشطة المحوسبة الموجودة في نهاية الكتاب المدرسي، بل يجب علينا كتربويين أن نذهب الى أبعد من ذلك بكثير حتى نستطيع القول أننا بحق نواكب التطور العلمي والتكنولوجي.
********************
كثيرة هي المجالات التي تأثرت بثورة الإنترنت والمعلوماتية، فالاقتصاد والسياسة، التربية والتعليم، البحث العلمي، الفن علم الاجتماع..الخ، فالتعليم حمل معاني كثيرة في هذا المجال فمثلا مصطلح التعليم الإلكتروني بات من أكثر المصطلاحات رواجا بين رواد التربية والتعليم، وبدأت المؤسسات التربوية الحكومية والخاصة سباقا سريعا نحو تفسير هذا النوع من التعليم، مما أدى الى تنافس هذه المؤسسات على مستوى العالم في تنظيم الورشات التدريبية والدورات العملية للخروج بإجابات واضحة ومحددة عن تأثيره على مخرجات التعليم، فانتشرت المواقع التعليمية الإلكترونية بسرعة رهيبة وباطراد مستمر، مما زاد من التنافس على تطوير خدمة التعليم الإلكتروني، وهذا عمل بدوره على استحداث المسميات والمصطلحات والاجتهادات في هذا النوع من التعليم.
فالتعليم الإلكتروني عبارة عن مجموعة العمليات المرتبطة بالتعليم التي تتم عبر الإنترنت، مثل الحصول على المعلومات ذات الصلة بالمادة الدراسية، ليس هذا فقط بل تم تجاوز الموضوع الى حد اعطاء الدروس او الحصص او المحاضرات بشكل متزامن مباشرة عبر الصفوف الافتراضية، مستغلين بذلك ما توفره المواقع المختلفة للصفوف الافتراضية من تسهيلات في تطبيق النظريات التربوية في بيئات تساعد على تحسين مخرجات التعليم، بشكل يخضع التكنولوجيا لتحقيق أهداف التربية والتعليم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل القضية هنا هي مجرد جعل الدرس أكثر تشويقًا للتلاميذ، وأسهل على المعلمين؟
إن المتغيرات السريعة المستمرة والعلم المتلاحق الأنفاس الذي يظهر المعلومات على الإنترنت فور التوصل إليها، والقدرة على التعامل مع جميع أنحاء العالم، وفي خلال لحظات خاطفة، كل تلك الميزات أصبحت علامة وشعارًا يميزان المؤسسات الحديثة. وإذا ما قارنا كل تلك المتغيرات مع الصورة التقليدية للطالب القابع في صفه، يقرأ من كتاب مدرسي يحوي مادة علمية عمرها عدة سنوات، ومعلم يشرح له الدرس بأمثلة من تجاربه الشخصية عمرها عشرات السنين، فإننا نشعر أننا ننظر داخل متحف تعلو آثاره طبقات من الغبار.
في منتصف العام 2010 اتيحت لي الفرصة للانخراط في نموذج تعليمي جديد يحمل عنوان "التعليم الإلكتروني المتزامن" خلال المشروع أصابتني حالة من الذهول، وقلب في الموازين والمفاهيم، مما اثار دافعيتي الى معرفة المزيد عنه فقمت بدراسة حول التعليم الالكتروني المتزامن حيث أظهرت النتائج أنه بإمكاننا إخضاع التكنولوجيا والاستفادة منها بشكل كبير جدا في تحسين نوعية التعليم وتحسين مخرجاته لما توفره لنا كمعلمين وطلبة من بيئات تعليمية غنية بالمصادر والوسائل المساعدة في تحقيق الاهداف التعليمية.
يعتبر البعض أن استخدام الصفوف الافتراضية تحتاج الى مهارات عالية عند الطلبة حتى يتمكنوا من الاندماج والانخراط في الدرس، وهذا ما لا أتفق معه ابدا، لكوني اختبرت ذلك على مجموعة من الطلبة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة عشرة عاما ( الصف التاسع الاساسي)، وخبراتهم في استخدام الكمبيوتر والإنترنت عادية جدا لا تتعدى معرفتهم باستخدام البريد الإلكتروني وتصفح المواقع العادية، اضافة الى تنوع مستوياتهم وقدراتهم في مادة الرياضيات.
إن النتائج التي توصلت اليها كانت مذهلة للغاية فمن خلال المقابلات الشخصية مع الطلبة وأولياء أمورهم ومع بعض المعلمين الذين انخرطوا في التجربة، تبين ان استخدام التكنولوجيا بشكل عام وتقنية الصفوف الإفتراضية بشكل خاص تعمل على زيادة دافعية كل من المعلم ليمارس التعليم بشغف والطالب أصبح يرغب في التعلّم والمشاركة والمواظبة على حل ما يطلب منه من مهمات، لأن المعلم أصبح يبتكر ويبحث عن الأساليب الفعالة التي تعمل على زيادة نشاط الطالب، فالفروق الفردية بين الطلبة تم تذويبها من خلال إعطاء الحرية للطالب في أن يعبر عن ذاته وبلغته وأسلوبه الخاص، وفتحت المجال للطالب والمعلم للتواصل بشكل أفضل دون الالتفات كثيرا إلى هاجز الخوف من الوقت المتاح لإنجاز المادة المقررة أو الخجل والخوف من تعليقات الزملاء.
وفي النهاية، إن استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بشكل سليم حتما ستؤدي إلى كثير من النتائج المرغوب بها من تعديل في سلوكيات الطلبة، تعديل المفاهيم الخاطئة، بناء المفاهيم... الخ، وحتى يتم ذلك كله لابد من إتاحة الفرصة للمعلمين لامتلاك القدرة على استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بالشكل السليم، كما وأن المنهاج المدرسي والجامعي أيضا يجب أن يكون منهاجا يوائم ويتناسب مع التطور الهائل في عالم التكنولوجيا، لا أن نكتفي بالأنشطة المحوسبة الموجودة في نهاية الكتاب المدرسي، بل يجب علينا كتربويين أن نذهب الى أبعد من ذلك بكثير حتى نستطيع القول أننا بحق نواكب التطور العلمي والتكنولوجي.
noha samir elbaz_عربى- المساهمات : 5
تاريخ التسجيل : 07/11/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى