معايير وضع المناهج الدراسية بين التعليم التقليدى والتعليم الالكترونى
صفحة 1 من اصل 1
معايير وضع المناهج الدراسية بين التعليم التقليدى والتعليم الالكترونى
مما لا شك فيه ان التعليم الالكتروني يعد من اهم المستحدثات التربوية والعملية التعليمية المعاصرة وانه في الحقيقة اصبح سمة اساسية لكثير من المؤسسات التعليمية الحديثة، وبخاصة في التعليم عن بعد والتعليم الجامعي الافتراضي والتعليم بالهاتف النقال وظاهرة ابتكارية في تحقيق التعلم الذاتي والتعلم النشط. كما ان التعليم الالكتروني قد رفع مكانة التعلم الذاتي الابداعي في التعليم التقليدي، فالمناهج الدراسية التقليدية قد استفادت من اساليب التعليم الالكتروني، وذلك بالدمج بين التعليم الالكتروني والتعليم الصفي الذي عرف بالتعليم المدمج.
(الاتحاد) التقت أ. د. نجم مروان استاذ التعليم التقليدي والتعليم الالكتروني فاجابنا عن تساؤلاتنا مشكورا:
*ما هو التعليم الالكتروني ومعاييره الاساسية وبرامجه الدراسية؟
التعليم الالكتروني حقيقة اسلوب تدريسي يتميز بمعايير اكاديمية متطورة في برامجها الدراسية وكتبها الدراسية المنهجية بانماطها المختلفة من الاقراص المدمجة الليزرية او صفحات الويب والبريد الالكتروني وغير ذلك من الوسائط الالكترونية مثل برامج المحادثة او التحاور بالصوت والصورة وكذلك طرائق تعليمية عن بعد واساليب اختباراته التعليمية المتنوعة، وتخصصاته العلمية الضرورية ودوراته التدريبية وكفاءة الدارسين عن طريق الافادة من الاستكشافات التقنية المتطورة، والاتصالات الالكترونية السريعة، والثورة المعرفية الهائلة في مجالات الحياة المتنوعة.
كما ان اهمية التعليم الالكتروني تتجلى في تنشيط عمليات التعليم والتعلم في مؤسسات التعليم المعاصرة التي بدأت تستفيد من تكنولوجيا التعليم والمعلومات في معظم مجالات التعليم والتعلم الذاتي من البث التلفزيوني الفضائي والكومبيوتر وتطبيقات الانترنيت والاتصال الهاتفي والفاكس، وفعلا ان هذه الاستكشافات اثرت على المؤسسات التعليمية ونظم عملها وفترتها الزمنية وموادها الدراسية. وفي الحقيقة ان ظهور التعليم الالكتروني قد تزامن مع ظهور الكومبيوتر وتكنولوجيا المعلومات التي تعتمد على الشبكات العالمية والشبكة العنكبوتية العالمية قد ساعد على تطور عملية التعلم وعناصرها الاساسية من متعلم ومعلم (المتعلم على طرف، والمعلم على طرف اخر او جهاز الكومبيوتر ذاته)، والمادة الدراسية العلمية.
ولذلك عرف البعض التعلم الالكتروني: بانه نوع من التعليم يتباعد فيه المتعلم والمعلم وعن مكان التعليم (المدرسة) مستخدما فيه كل التكنولوجيا والوسائل والاساليب التي تمكنه من التعلم الذاتي وقد عرفه (هندرسن) بانه تعلم عن بعد باستخدام الانترنت وهكذا فالتعلم الالكتروني نوع من التعليم الذي لا يتقيد بزمان او مكان ولا بفئة من المتعلمين ولا يقتصر على مستوى تعليمي، فهو يتناسب وحاجات الافراد، ويلبي نقل المعرفة واكتساب الخبرات التعليمية فهو يوفر تعليما لقاعدة كبيرة من المتعلمين الذين يرغبون في التعلم حسب اوقاتهم والاساليب التي يختارونها عبر التكنولوجيا المتوفرة.
*ما هي مزايا واهداف التعليم الالكتروني؟
ان من مزايا التعليم الالكتروني انطلاقا من المفهوم العلمي للتعلم والتعليم الالكتروني ودوره الفعال في التعلم عن بعد والتعليم الجامعي الافتراضي.. فان التعلم الالكتروني يتصف بمزايا كثيرة منها:
1ــ توافر هذا النوع من التعليم في كل مكان وزمان لتزويد المتعلمين بالمعلومات وامكانية الحصول عليها في الزمان والمكان المرغوبين من قبلهم وتكرارها دون ملل او تعب، مع سهولة التدخل في المادة العلمية وخزنها.
2ــ رفع العائد على الاستثمار بتقليل كلفة التعليم وتقليل الاجور الدراسية العالمية.
3ــ كسر الحواجز النفسية بين المعلم والمتعلم وتعزيز التعلم الذاتي والتفاعل مع المتعلمين الاخرين وسهولة تبادل المعلومات فيما بينهم.
4ــ اشباع حاجات وخصائص المتعلم الخاصة في اختيار المواد الدراسية المرغوبة بالنسبة له ومحققا المقولة التربوية: نحن مبدعون وخلاقون في الشيء الذي نحبه ونميل اليه.
5ــ استخدام الوسائط المتعددة في شرح النصوص العلمية مما يؤدي الى ثبات نسبي فيما يتعلمه الطالب.
6ــ التعليم التلقائي والمباشر للمتعلم وازالة المخاوف من الاختبارات المدرسية المتنوعة.
7ــ استقاء المعلومات من المصادر مباشرة وتكوين الثقة لدى المتعلمين فيما يتعلمونه.
ويمكننا تفصيل اهداف التعليم الالكتروني كما ياتي:
1ــ سد النقص في هيئة التدريس والمدربين المؤهلين في بعض مجالات التعليم كما يعمل على تلاشي ضعف الامكانيات.
2ــ جعل التعلم اكثر مرونة وتحريرا من القيود المعقدة، اذ تتم الدراسة دون وجود عوائق زمانية ومكانية كالاضطرار للسفر الى مراكز العلم والمعاهد والمدارس والجامعات.
3ــ تحقيق العدالة في فرص التعليم وجعله حقا مكتسبا للجميع تحقيقا لديمقراطية التعلم وبخاصة التعلم الجامعي، والاستجابة للطلب الاجتماعي المتزايد لهذا النمط من التعليم.
4ــ خفض تكلفة التعليم وجعله في متناول كل فرد من افراد المجتمع بما يتناسب وقدراته، ويتماشى مع أستعداداته.
5ــ الاسهام في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى افراد المجتمع.
6ــ العمل على توفير مصادر تعليمية متنوعة ومتعددة. مما يساعد على تقليل الفروق الفردية بين المتعلمين ودعم المؤسسات التعليمية والتدريسية بوسائط وتقنيات تعليم متنوعة ومتفاعلة.
*وما هي مشكلات التعليم الالكتروني ؟
ـ بما ان التعليم الالكتروني استحداث تعليمي معاصر ووسيلة فعالة في التعليم عن طريق الاستكشافات التقنية المعلوماتية والاتصالات الالكترونية الحديثة، فانه لم يصل الى معايير مدروسة واستراتيجيات واضحة من قبل المؤسسات التعليمية لاستخدام التعلم الالكتروني، كما ان انماطه متطورة ومتغيرة بالسرعة التي تتطور فيها التكنولوجيا والاتصالات المعلوماتية الالكترونية فليس هناك نموذج واضح المعالم للتعليم الالكتروني نظرا لحداثته، وكذلك تباين رؤية المتعلمين والمعلمين وجميع العاملين في سلك التعليم فيما يتعلق باستخدام انظمة التعلم الالكتروني ادى الى خلق عائق قوي امام مراكز التعليم واقسام الكومبيوتر التي تعمل في المؤسسات التعليمية، والتي تواجه عدة تحديات اساسية في موازنة القديم بالحديث. كما ان مشكلة جودة التعليم المقدم عبر التعلم الالكتروني تعد من الامور الصعبة التي يواجهها التعلم الالكتروني حاليا، اذ تحتاج برامج التعلم الالكتروني الى الخضوع لمعايير قوية من قبل مؤسسات التعليم، والتأكد من مدى قدرتها على تلبية احتياجات المجتمع وتمشيها مع التطورات والتغيرات المستقبلية. ونظرا للمرونة التي يبديها التعلم الالكتروني اتجاه المتعلمين الملتحقين ببرامجه والتسهيلات المقدمة لهم، يبقى من الضروري اخضاع هذه البرامج للتقويم المستمر حتى تصبح ذات جودة نوعية.
كما ان مشكلة الاعتراف بالمقررات والبرامج والشهادات التي تمنحها انظمة التعلم الالكتروني تعد قضية مهمة لدى هذه الانظمة.
وتواجه هذه البرامج والشهادات صعوبة الاعتراف بها من قبل مؤسسات المجتمع ولتغيير الصورة الخاصة بانظمة التعلم الالكتروني وما يصدر عنها من شهادات، وبرامج ترويجا كبيرا لهذه الانظمة والنماذج عند صناع القرار التربوي والمجتمعي, فقضية الاعتراف بشهادات وبرامج اي نظام تعليمي ومؤسسة تعليمية يعتمد على مدى قدرة هذه البرامج والانظمة على الاسهام في خدمة المجتمع، وتوفير فرص التعلم للجميع مع اعداد الكوادر المدربة لسوق العمل. كما انه يتطلب قرارا صريحا وشجاعا من واضعي السياسات التعليمية فالمطلوب اولا من مؤسسات التعليم التقليدي الاعتراف بنظم ونماذج التعلم الالكتروني ضمن هذه المؤسسات وتأصيل فكرة التعلم المستقل والتعلم الذاتي الفعال، واستخدام التعلم الالكتروني جنبا الى جنب مع التعليم التقليدي.
كما ان مشكلة جذب المتعلم واثارته عبر التعلم الالكتروني على الرغم من توفر عنصر الاثارة في مقررات التعلم الالكتروني واساليبه الجديدة لاحتوائها على الصوت والصورة المتحركة، تبقى قضية تؤرق نظم التعلم الالكتروني فمهما حاول المقرر الالكتروني اثارة المتعلم فانه يبقى ضعيفا امام المعلم الذي يستخدم انواع الوسائل والتكنولوجيا والتفاعل المتواصل مع المتعلم في الصف الدراسي في التعليم على وفق المناهج الدراسية المتطورة. ولتفصيل مشكلات وتحديات التعليم الالكتروني، ارى انه من الافضل الافادة من دراسة “آتويل” اذ حدد الصعوبات والتحديات بصورة موضوعية شاملة تتمثل بما ياتي:
1ــ عدم مطابقة طرائق التدريس الحالية ومفهوم التعلم الالكتروني اذ ليس بالضرورة ان يحل التعلم الالكتروني محل التعليم التقليدي والصفوف التقليدية. بل من الممكن ان يقوم التعلم الالكتروني بمساعدة التعليم التقليدي في تلبية احتياجات المتعلمين وحتى المحتوى الدراسي.
2ــ صعوبة انتاج المواد التعليمية التي تقدم عبر التعلم الالكتروني، وعلى الرغم من الاهمية التي نوليها للوسائط المتعددة التي تستخدم عبر التعلم الالكتروني الا انها تبقى موادا تدريسية مبنية على المنهج الدراسي، ولا يستطيع المحتوى الدراسي الذي يعرض عبر التعلم الالكتروني ان يوفر بيئة تعليمية فاعلة للمتعلمين ولا يستطيع ايضا ان يثير اهتمام المتعلمين وغالبا ما تكون موادا تعليمية جامدة وربما غير مناسبة للمتعلمين.
3ــ صعوبة توفير اجهزة الكومبيوتر لكل المتعلمين ولكل المؤسسات التعليمية وكذلك صعوبة توفير خدمة الانترنت، وعلى الرغم من الاستثمارات الكبيرة التي توضع في مجال صناعة الكومبيوتر وشبكاته، الا انه ما زالت البنية التحتية تعاني من كثير من المشاكل التي تعترض عمل التعلم الالكتروني.
4ــ التغيير السريع الحاصل في تكنولوجيا المعلومات سواء كان في الاجهزة او البرامج التعليمية وبالتالي يخلق التغيير السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات مشكلة للعاملين في المؤسسات التعليمية وذلك من خلال عدم قدرتهم على متابعة هذا التغيير السريع من خلال تطوير المناهج التعليمية البطيء. وبالتالي يتطلب الامر تناغما بين التطور الحادث في مجال تكنولوجيا المعلومات التي يستخدمها التعلم الالكتروني والتطور في مجال المناهج التعليمية.
5ــ تكلفة التعلم الالكتروني وتعد هذه مشكلة كبيرة تؤرق العاملين في المؤسسات التعليمية اذ لا يستطيعون توفير المال اللازم لشراء تكنولوجيا الاتصالات والبرامج التعليمية لاستخدام التعلم الالكتروني.
6ــ دور المعلمين واتجاهاتهم نحو استخدام التعلم الالكتروني اذ تعد اتجاهات المعلمين عاملا مهما في نجاح التعلم الالكتروني في التعليم، ومما يلاحظ في مختلف المؤسسات التعليمية بانه لا يتوافر لدى المعلمين المهارات اللازمة والكافية لتوظيف التعلم الالكتروني في التعليم، كما انه لا يرغب العديد من المعلمين غير المؤهلين في استخدام تكنولوجيا التعليم والاتصال. ومن الصعب تعامل المعلمين غير المؤهلين مع التعليم الالكتروني سواء كان بمفرده او بمصاحبة التعليم التقليدي.
7ــ ظهور نماذج التعليم والتعلم الحديثة حيث يتطلب التعلم الالكتروني نماذج وانماطا تعليمية حديثة يصعب على المؤسسات التعليمية العادية تبنيها او توفيرها وبالتالي تصبح هناك مشكلة في عدم القدرة على استخدام التعلم الالكتروني في ظل نماذج وانماط تعليمية تقليدية.
8ــ عدم وجود استراتيجية واضحة لاستخدام التعلم الالكتروني لدى المؤسسات التعليمية مما يولد مشكلة عدم وضوح هدف واهمية استخدام التعلم الالكتروني لدى الكثير من المؤسسات التعليمية وبالتالي ياتي استخدام التعلم الالكتروني اما تقليدا، او تظاهرا باستخدام التكنولوجيا مما لا يعود بالفائدة على المؤسسة التعليمية كما ان التغيير في استراتيجيات وسياسات صناع القرار يشكل عقبة في توظيف التعلم الالكتروني.
محمد عرفات محمدالكفافى- المساهمات : 22
تاريخ التسجيل : 24/11/2013
العمر : 31
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى