التعليم الالكترونى
صفحة 1 من اصل 1
التعليم الالكترونى
التعليم الالكترونى :-
يعد التعليم الالكتروني اسلوب من اساليب التعليم في ايصال المعلومة للمتعلم ، ويتم فيه استخدام اليات الاتصال الحديثة من حاسب الي و شبكاته و وسائطه المتعددة من صوت و صورة واليات بحث ، و كذلك بوابات الانترنت سواء كان عن بعد او في الفصل الدراسي اي استخدام التقنية بجميع انواعها في ايصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت و جهد و بأكبر فائدة .
وقد جعلت ثورة المعلومات العالم أشبه بشاشة صغيرة في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الاعلام و المعلومات و الثقافة و التكنولوجيا و أصبح الاتصال الكترونيا و تبادل الاخبار و المعلومات بين شبكات الحاسب الالي حقيقة ملموسة ، مما اتاح سرعة الوصول الی مراكز العلم و المعرفة و الاطلاع علی الجديد لحظة بلحظة .
وقد بدأ مفهوم التعليم الالكتروني ينتشر منذ استخدام وسائل العرض الالكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية و استخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي و التعليم الذاتي ، و انتهاء بناء المدارس الذكية و الفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور و التفاعل مع محاضرات و ندوات تقام في دول أخری من خلال تقنيات الانترنت و التلفزيون التفاعلي .
التطور التاريخى للتعليم الالكترونى :-
بدأ التعليم عن بعد أو الالكتروني في القرن التاسع عشر فيما عرف بالتعليم بالمراسلة، حيث كان الهدف منه ربحيا إذ تقوم المؤسسات التعليمية بتصميم المحتويات التعليمية اللازمة للأساليب غير التقليدية للتعلم تلبية لرغبة التعلم لدى فئات من المجتمع لا تتمكن من الانتظام في الفصول الدراسية التي يتطلبها التعليم التقليدي.ففي ذلك الوقت كان المحتوى التعليمي يرسل عن طريق البريد ويتألف من (المواد المطبوعة عموما، ودليل الدراسة، والمقالات المكتوبة والمهام والوظائف الأخرى). وقد انتشر التعليم بالمراسلة عام 1873م بمساعدة من الكنائس المسيحية من أجل نشر التعليم بين الأمريكيين. وفي عام 1883 م قامت كلية "Chautauqua College of Liberal Art " في نيويورك بإعداد درجات علمية عن طريق التعليم بالمراسلة.
وفي عام 1892م تأسست في جامعة شيكاغو أول إدارة مستقلة للتعليم بالمراسلة وبذلك صارت الجامعة الأولى على مستوى العالم التي تعتمد التعليم عن بعد .. ولقد أتاح التعليم عن بعد الفرص للطلاب الكبار كما أنه أعطى للطلاب الإحساس بالمسؤولية تجاه تعلمهم. فقد كان الطلاب يرسلون واجباتهم والوظائف بالبريد ثم يصححها المعلمون ويعيدون إرسالها بالدرجات إلى الطلاب وكان التحكم بنظام الفحص يتم عن بعد .. بعض المربين لم يقبل أسلوب وطريقة التعلم عن بعد واعتبروا الدراسة بالمرسلة أدنى طرق التدريس وكذلك كان ينظر للشهادات الممنوحة بهذه الطريقة على أنها ذات قيمة متدنية .. في السبعينات 1970 الجامعة المفتوحة بدأت في استخدام التقنية مثل التلفاز والراديو وأشرطة الفيديو في هيكلة التعلم عن بعد، وفي العقدين الأخيرين تأسست أربع جامعات في أوروبا وأكثر من عشرين حول العالم تطبق تقنية التعليم عن بعد..وتعتبر جامعة (NYSES) أول جامعة أمريكية مفتوحة تأسست تلبية لرغبات المتعلمين في جعل التعليم العالي متاحا لهم عبر الطرق غير التقليدية.وفي عام 1999 كانت التربويات التلفازية حيث يتم تقديم الدورات عن طريق التلفاز فيما عرف ب"tele courses" من أنجح الوسائل التي استخدمتها الجامعات البريطانية المفتوحة وخاصة تلك التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم The United States Open University.
ولقد حقق التعليم عن بعد فعالية أكثر باعتماد أشرطة الفيديو كعامل مساعد مع الكتب المدرية ودليل الدراسة. المتعلمون يؤدون أعمالهم، ووظائفهم وإجراء اختبارات التغذية الراجعة ثم في ختام الفصل الدراسي يحضرون إلى الحرم الجامعي لأداء الاختبارات النهائية. وفي عام 1956 بشيكاغو عمدت كليات المجتمع إلى تقديم خدمة التلفزيون في التدريس عن طريق التنسيق بين عدد من قنوات الكابل وعبر القنوات التعليمية احتراما لقانون لجنة الاتصالات الاتحادية. وفي أواخر عام 1980 حقق التعليم عن بعد تقدما حيث وظف التكنولوجيا المضغوطة لأفلام الفيديو التعليمية. فصار يتكون من ألياف ضوئية باتجاهين الفيديو والصوت، وبذلك استطاعت التكنولوجيا الجديدة أن تختصر المسافات الكبيرة بين المتعلمين والمعلمين وأصبح الطرفان يسمع بعضهما البعض. ومع تقدم التكنولوجيا والاتصالات الإلكترونية، تحول التعليم عن بعد إلى تعليم باستخدام الحاسوب والإنترنت والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية، وهذا كله شكله الثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
التعريف بالتعليم الالكترونى وأهدافه :-
لم يخل مصطلح التعليم الإلكتروني (E-Learning) ، كغيره من المصطلحات، من اختلاف الباحثين على تعريف محدد له، لاسيما مع وجود مصطلحات أخرى بينها وبينه تداخل مثل: التعليم عن بعد، والتعليم المرن، والتعليم الافتراضي و الخ .
فقد عرفه المحيسن (1423هـ) بأنه:”ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المؤسسة التعليمية برمتها. وبنظرة سريعة إلى هذا التعريف يمكن القول أن التعليم الإلكــتروني يعتمـــد على استخــــدام الوسائط الإلكــترونيــة في الاتصال واستقبــال المعــلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين المتعلم والمعلم، وبين المتعلم والمدرسة، وربما بين المدرسة والمعلم.
اهداف التعليم الالكتروني :
1) توفير مصادر متعددة ومتباينة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والمناقشة والتحليل والتقييم.
2) إعادة هندسة العملية التعليمية بتحديد دور المُعلم والمُتعلم والمؤسسة التعليمية.
3) استخدام وسائط التعليم الإلكتروني في ربط وتفاعل المنظومة التعليمية (المُعلم، والمُتعلم، والمؤسسة التعليمية، والبيت، والمجتمع، والبيئة).
4) نمذجة معيارية التعليم.
5) تبادل الخبرات التربوية من خلال وسائط التعليم الإلكتروني.
6) تنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم لإعداد جيل قادر على التواصل مع الآخرين وعلى التفاعل مع متغيرات العصر من خلال الوسائل التقنية الحديثة.
7) نشر الثقافة التقنية بما يساعد في خلق مجتمع إلكتروني قادر على مواكبة مستجدات العصر.
التعليم الالكترونى وذكاء الطالب المنطقى :-
مما لا شك فيه أن التعليم الإلكتروني كان له الدور الكبير في تنمية ذكاء الطالب المنطقي والقدرة على التحصيل الدراسي وفهم المعلومات.
فبرامج الحاسوب المتنوعة والتي تستخدم إمكانيات ووسائل قد لا تتوفر دائما في القاعة الدراسية مثل (الأفلام العلمية ومواد الصوتية والمرئية) تساعد الطالب بشكل أو بآخر على استيعاب المعلومة ..
وتتنوع البرامج لتقدم المعلومة بعدة طرق .. بحيث إن لم يستوعبها الطالب بطريقة فانه يستوعبها بالأخرى .. عن طريق استغلال المؤثرات الصوتية والمرئية والحسية مثل( الواقع الافتراضي) لتثبيت المعلومة عند الطالب .. وأيضا تقديم أمثلة متنوعة وأساليب شرح مبتكرة .. بينما قد لا يستطيع كل المعلمين فعل هذا .
كما أن لهذه البرامج ميزة تكرار المعلومة بعدد من المرات لا حصر له بينما يمل المعلم .. فلا ننس أن التلقين أسلوب سيء في حال استخدم وحده دون شرح وفهم .. لكن الحفظ وطريقة التلقين طريقة هامة وأساسية في بعض المواد ومع بعض الأنواع من المعلومات مثل التواريخ والإحصائيات والجداول والشعر والقرآن.
جاء التعليم الإلكتروني ليغير كل هذا .. فالاختبارات للمراحل التعليمية الأولى تكون على هيئة ألعاب شيقة تزيد من رغبة الطالب في خوضها .. بل وتتنوع الاختبارات وتقدم بهيئات وأساليب مختلفة .. وبهذا فأن المعلومة تثبت في عقل الطالب.
أما طلاب المراحل التعليمية المتقدمة فدوما مشكلة الاختبارات معهم هي التوتر والخوف .. فالاختبار في المنزل سيزيل بالتأكيد قدرا لا بأس به من الرهبة ويساعد الطالب على التركيز والإجابة بثقة أكبر. (وبالرغم من ذلك فإنها لا تعالج مشكلة الخوف بشكل صحيح تماما .. فصحيح أن الطالب قد تغلب على خوفه ببعده عن المؤثر "قاعة الامتحان" لكن الخوف منها لا يزال لديه)
ومن ناحية أخرى فإن التوتر لا يصيب الطالب جراء انتظاره لنتيجة الاختبار فالاختبارات الإلكترونية توفر النتيجة فورا بعد الانتهاء من الاختبار.
ونقطة أخرى هامة للغاية .. أن توفر الامتحانات لشهادات هامة وذات سمعة وثقل علمي على الإنترنت ومن خلال التعليم الإلكتروني يشجع الطلبة على خوضها وبالتالي تزداد لديهم الخبرات والمجالات العلمية والتخصصية المتنوعة ومنه يزداد التحصيل العلمي والذكاء المنطقي للطالب.
ورغم أن التعلم الإلكتروني ليس 100% تعلم ذاتي إلا أنه يعتمد عليه بشكل كبير .. والتعلم الذاتي يعتبره علماء النفس والتربية من أفضل أساليب التعلم و من أهم العوامل التي تساعد الطالب على تكوين قواعد علمية راسخة وثبات المعلومات لديه لفترات طويلة من عمره وذلك لأنه يمّكن المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه.
وكذلك احتكاك الطالب بالثقافات الأخرى لباقي الطلاب يزيد من حصيلته اللغوية والثقافية حول الشعوب الأخرى .. وإن كانت هذه النقطة أيضا تحتمل المعنى السلبي والإيجابي.
المرأة والتعليم الالكترونى :-
للتعليم الإلكتروني أهمية كبيرة بالنسبة للمرأة , نظرا لما عليها من واجبات , فالتعليم الالكتروني يساعد المرأة علي الجمع بين واجباتها وتعليمها وهذا عامل من العوامل التي ساعدت علي ظهور التعليم الالكتروني كما رأينا , ونحن في المجتمع العربي الإسلامي يقع علي عاتق المرأة واجبات عديدة منها رعاية المنزل وتربية أولادها , فكان من الصعب عليها أن تدرس وتكمل تعليمها في ظل هذه الواجبات , والتعليم الالكتروني أتاح للمرأة فرصة التعليم مع عدم الإخلال بواجباتها الأسرية .
وفي تقرير صادر عن الجمعية الأمريكية للجامعة النسائية(مجلة الجزيرة الالكترونية – العدد 6 – 2002) تبين أن عدد الحاصلين على شهادات جامعية عن طريق المراسلة في ازدياد، والغالبية العظمى من هذه النسبة من النساء حيث يشكلن حوالي 60% من عدد الطلبة وغالبيتهن تتجاوز أعمارهن الخامسة والعشرين، ويلاحظ أن الأمهات العاملات هن من يتطلعن دائما لرفع مستواهن التعليمي وهن بذلك يتحملن مسؤوليات أخرى فضلا عن مسؤولية البيت ومسؤولية الوظيفة.
فالتكنولوجيا لا تزيد من أوقات الفراغ للمرأة بل تعطيها فرصة لتطوير نفسها أكاديميا من خلال تنظيمها لوقتها .
يلقى التعليم الإلكتروني إقبالا كبيرا لدى النساء أكثر منه لدى الرجال لعدة أسباب منها :-
1- يمكن للمرأة أن تتلقى التعليم الجامعي الذي تطمح إليه دون الحاجة إلى الانتقال إلى مكان آخر غير بيتها ودون احتكاك بالنصف الآخر، وبالتالي دون كسر للأعراف وتجاوز للتقاليد.
2- المرونة : إي تستطيع أن تحضر المحاضرات بينما هي في بيتها ترعى أطفالها.
3- التكلفة الأقل: حيث ستوفر تكلفة الحضانة التي تضع فيها أطفالها لأنها لن تغادر منزلها.
4- استغلال الوقت: حيث تحصل على درجة جامعية وفي نفس الوقت لن يعطلها هذا عن واجباتها المنزلية .
5-عادة ما يتراوح أعمار الطلبة في الجامعات بين 18, 22 لهذا يواجه من تجاوز هذه المرحلة العمرية صعوبة في التأقلم مع الطلبة في الجامعات التقليدية، لكن في حالة التعليم بالمراسلة تتلاشى هذه المشكلة لعدم الاحتكاك المباشر بين الطلبة .
أنواع التعليم الالكترونى :-
تنحصر أنواع التعليم الإلكتروني تبعاً لزمن حدوثه في نوعين ، هما :
أولاً : التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning )) :
وهو التعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة((chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية (virtual classroom) أو باستخدام أدواته الأخرى .
ومن ايجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
وهو أكثر أنواع التعليم الإلكتروني تطوراً و تعقيداً ، حيث يلتقي المعلم و الطالب على الإنترنت في نفس الوقت ( بشكل متزامن ) .
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني المتزامن ما يلي:
1• اللوح الأبيض(Whit Board )
2• المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)
3• المؤتمرات عبر الصوت (Audio conferencing)
4• غرف الدردشة (Chatting Rooms)
ثانياً : التعليم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous E-learning )) :
وهو التعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، مثل الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية ومن ايجابيات هذا النوع أن المتعلم يحصل على الدراسة حسب الأوقات الملائمة له ، وبالجهد الذي يرغب في تقديمه ، كذلك يستطيع الطالب إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك.
ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزله.
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني غير المتزامن ، ما يلي:
1• البريد الإلكتروني.
2• المنتديات.
3• الفيديو التفاعلي.
4• الشبكة النسيجية .
دور المعلم العربى فى التعليم الالكترونى :-
إن التعليم في النظام التقليدي الذي ينحصر بجدران , ويقيد الطالب بدوام الحضور , ويتطلب شروطا معينة لدى الالتحاق به , يختلف عن التعليم الالكتروني الذي لا ينحصر بين جدران , ولا يقيد الطالب بدوام الحضور , ولا يتطلب شروطا معينة عند الالتحاق به , وتبعا لذلك فان دور المعلم في التعليم الالكتروني يختلف إلي حد ما عن دوره في التعليم التقليدي , وان كان الاثنان تجمع بينهما مهام مشتركة , ولعل المبررات التي تدعو إلي اختلاف دور المعلم في التعليم التقليدي عنه في التعليم الالكتروني تتجلي في النقاط الآتية ( أفنان نظير 1999 ) : المعلم في التعليم الالكتروني يتعامل مع مجموعة غير متجانسة من الطلبة عمريا , وأكاديميا , واقتصاديا , واجتماعيا ومهنيا في حين يتعامل معلم التعليم التقليدي مع فئة متجانسة نسبيا .
يتيح نظام التعليم الالكتروني للطالب قدرا كبيرا من الحرية في اتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بوضوح أهدافه بنفسه , واختيار التخصص الأكاديمي الذي يريده ,واختيار طريقة الدراسة التي تناسبه ومراقبة عملية تعلمه , وتنظيم جدولة الدراسي بما يتوافق مع قدرته ووضعه الاجتماعي والاقتصادي , وميوله , وأعماله .
ولكن في نظام التعليم التقليدي لا يتاح للمتعلم هذه الحرية , بل يعتبر المعلم هو المسئول الأول عن اتخاذها .
يؤمن نظام التعليم الالكتروني أن عملية التعلم مستمرة ومتطورة ومتغيرة باستمرار لتلائم روح العصر الديناميكي , سواء أكان هذا التغير علميا أو تقنيا أو اجتماعيا في حين التعليم التقليدي قد ينتهي بانتهاء الفترة الزمنية المحددة للحصول علي الشهادة .
تختلف طرائق التدريس المتبعة في نظم التعليم الالكتروني عن الطرائق المتبعة في نظام التعليم التقليدي : فطرائق التدريس الالكتروني تتمحور حول الطالب وليس المعلم كما في نظام التعليم التقليدي وقوامها الكتاب المبرمج , و شبكات الانترنت .
هذه الاختلافات في النظامين التعليميين أدت إلي وجود اختلاف في دور المعلم إذ أصبح دوره ثانويا يتجلى في قدرته علي تخطيط العملية التعليمية وفي مساعدة الطالب علي استخدام المواد المطبوعة أو المبرمجة والوسائل التقنية وغير التقنية المختلفة .
مزايا التعليم الالكترونى :-
1- زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم ، وبين الطلبة والمدرسة من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني ، غرف الحوار و هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.
2- يتيح فرص تبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة ودمجها مع الاراء الخاصة بالطالب مما يساعده في تكوين أساس قوي بالمعرفة وأراء سديدة .
3- الإحساس بالمساواة: هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية وهذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة لجميع الطلاب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار .
4- أتاح سهولة كبيرة في الوصول إلى المعلم في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن الطالب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني .
5- امكانية تحوير طريقة التدريس : من الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطلاب فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية ، ومنهم تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة،أو الطريقة العملية ، فهو يتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة تسمح بالتحوير وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للمتعلم .
6- ملائمة مختلف أساليب التعليم : التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة أثناء كتابته وتجميعه للمحاضرة أو الدرس ، وكذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام الاستفادة من المادة وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة .
7 - توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع :هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين ، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً ، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية ، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم .
8- الاستمرارية في الوصول إلى المناهج : هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار ذلك أن بإمكانه الحصول على المعلومة في الوقت الذي يناسبه ، فلا يرتبط بأوقات فتح وإغلاق المكتبة ، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر .
9- عدم الاعتماد على الحضور الفعلي : لم يعد من الضروري الالتزام بجدول زمني محدد وملزم لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معين.
عيوب التعليم الالكترونى :-
1- الحاجة إلى بنية تحتية صلبة من حيث توفر الأجهزة و سرعة الاتصال بالانترنت .
2- الحاجة إلى وجود متخصصين لإدارة أنظمة التعليم الالكتروني .
3- صعوبة الحصول على البرامج التعليمية باللغة العربية.
4- عدم قدرة المعلم على استخدام التقنية الرقمية.
5- فقدان العامل الإنساني في التعليم - الأنظمة والحوافز التعويضية - الخصوصية والسرية.
6- التكلفة الابتدائية العالية .
7- صعوبة التقويم - تطوير المعايير .
مقارنة بين التعليم الالكترونى والتعليم التقليدى :-
يمكن عرض أوجه الاختلاف بين كل من التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي من خلال إجراء المقارنة التالية بينهما :
التعليم الالكترونى :
أسلوب التعليم المستخدم : يوظف المستحدثات التكنولوجية، حيث يعتمد على العروض الإلكترونية متعددة الوسائط، وأسلوب المناقشات وصفحات الويب.
التفاعل : يقوم على التفاعلية، حيث يتيح استخدام الوسائط المتعددة للمتعلم الإبحار في العروض الإلكترونية، والتعامل معها كما يريد، وتسمح له المناقشات عبر الويب بالتفاعلية .
إمكانية التحديث : يمكن تحديثه بكل سهولة، وغير مكلف عند النشر على الويب كالطرق التقليدية، حيث انه يمكن أن يتم بعد النشر.
الإتاحة : متاح في أي وقت، لذا يتمتع بالمرونة متاح في أي مكان، حيث يمكن الدخول على الإنترنت من أي مكان، لذا ففرص التعليم له متاحة عبر العالم.
مسئولية التعلم : يعتمد على التعليم الذاتي، حيث يتعلم المتعلم وفقا لقدراته واهتماماته، وحسب سرعته والوقت الذي يناسبه، و المكان الذي بلائمه.
تصميم التعليم : يتم تصميم العملية التعليمية بناء على خبرات تعليمية يمكن اكتسابها من خلال التعليم.
نظام التعليم : يتم فى نظام مفتوح مرن و موزع، حيث يسمح للمتعلم بالتعلم وفقاً لسرعته وفى مكانه، أى يحقق الإجابة على متى؟ كيف؟ أين ؟ . كما أن التوزيع يعنى كل من المعلم والمتعلم والمحتوى فى أماكن مختلفة.
التعليم التقليدى :
أسلوب التعليم المستخدم : يعتمد على الكتاب فلا يستخدم أى من الوسائل أو الأساليب التكنولوجية إلا في بعض الأحيان.
التفاعل : لا يعتمد على التفاعل، حيث انه يتم فقط بين المعلم والمتعلم، لكن لا يتم دائما بين المتعلم والكتاب، باعتباره وسيلة تقليدية لا تجذب الانتباه.
إمكانية التحديث : عملية التحديث هنا غير متاحة لأنك عند طبع الكتاب لا يمكنك جمعه والتعديل فيه مرة أخرى بعد النشر.
الإتاحة : له وقت محدد في الجدول، وأماكن مصممة، كما أن فرص التعليم فيه مقتصرة علي الموجود في إقليم أو منطقة التعليم.
مسئولية التعلم : يعتمد على المعلم، لذا فهو غير متاح في أي وقت، ولا يمكن التعامل معه إلا في الفصل الدراسي فقط..
تصميم التعليم : يتم تصميم العملية التعليمية من خلال وضع هيكل محدد مسبقا، على نظام واحد يناسب الجميع .
نظام التعليم : يحدث فى نظام مغلق، حيث يجب التحديد للمكان والزمان أى الإجابة على أين؟ ومتى؟
متطلبات الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الالكتروني :-
حققت الثورة الحاسوبية تقدما سريعا غزت به جميع المجالات بما في ذلك عملية التعليم والتعلم• وأصبح المعلمون والطلاب في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية في الدول المتقدمة يستخدمون الإنترنت والفصول والمعامل ذات الوسائط التعليمية المتعددة في عملية التعلم.
ففي الولايات المتحدة بلغ عدد المدارس المتصلة بشبكة الإنترنت 87000 مدرسة بها ستة ملايين جهاز حاسب شخصي. وبلغ عدد الرسائل المرسلة بالبريد الإلكتروني 2.2 بليون رسالة يوميا.
ولم يعد الحاسب يستخدم في تعليم الطلاب العاديين، بل الطلاب المعاقين سمعياً وبصرياً، والطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
وأصبح الحاسب يستخدم في التعليم عن بعد، وفي المكتبات والنشر الإلكتروني.
وفي مجال تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، أصبح هناك برامج حاسب معتمدة وغير معتمدة على الإنترنت لتعليم مهارات الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والإملاء والقواعد والمفردات والنطق وقواميس ودوائر معارف وبرامج لتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية.
ويمكن أن يجري الطلاب والمعلمون حوارات حية على الإنترنت وهناك مواقع كثيرة على الإنترنت خاصة بتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها يمكن أن يحصل منها المعلمون على معلومات عن الجمعيات العلمية المتخصصة والمؤتمرات والمكتبات والألعاب التعليمية ونماذج لتحضير الدروس والمواد التعليمية وقضايا التعددية الثقافية والشعر والأمثال والأقوال وطلب المساعدة على الشاشة والاطلاع على الصحف العالمية وتدريب المعلمين والمصادر والاختبارات وأبحاث الطلاب الإنترنتية وأدلة الجامعات واختبار التوفل TOEFL وغير ذلك.
فإذا ما انتقلنا إلى المدارس والجامعات في بلادنا العربية، وجدنا أن العملية التعليمية لا زالت تتم داخل الفصل وترتكز على المعلم كمصدر للمعلومات وتتم بالطرق التقليدية المعتمدة على الكتاب الورقي والقلم والسبورة وبعض الوسائل التعليمية القديمة. أما استخدام الحاسب والإنترنت والمعامل ذات الوسائط التعليمية المتعددة فلم تجد طريقها إلى الكثير من مدارسنا وجامعاتنا بعد. وحيث إن استخدام التكنولوجيا في التعليم قد اصبح أمرا حتمياً وليس ترفا لما له من آثار إيجابية على عملية تعليم وتعلم اللغات الأجنبية، لذا فإن الانتقال من التعليم بالطرق التقليدية إلى التعليم الإلكتروني المعتمد على التكنولوجيا - سواء كليا أو جزئيا - يتطلب اتخاذ عدة خطوات تحتاج إلى وقت وجهد طويل منها:
1- تعديل سياسة التعليم على مستوى المدارس والجامعات بحيث تجعل التكنولوجيا أداة أساسية في العلمية التعليمية في جميع المراحل.
2- تشكيل لجنة على مستوى الجامعة أو المنطقة التعليمية تتولى عملية التطوير تتكون من فريق عمل يضم مجموعة من المتخصصين في عدة مجالات مثل تطوير المناهج وتكنولوجيا التعليم.
3- دراسة واقع استخدام التكنولوجيا في المدرسة أو الجامعة أي حصر الأجهزة والبرامج التعليمية المتوفرة فيها•
4- دعم إدارة المدرسة أو الجامعة وتشجيعها لدمج التكنولوجيا في التعليم واستخدام المعلمين لها.
5- وضع تصور أو خطة شاملة طويلة الأمد لدمج التكنولوجيا في التعليم على مستوى المقررات المختلفة والصفوف والمراحل المختلفة•
6- تحديد مدة زمنية لتنفيذ خطة الدمج في تدريس المقررات والصفوف المختلفة. بحيث تتم عملية الدمج على مراحل تتكون كل منها من خطوات صغيرة متدرجة•
7- تخصيص ميزانية لدمج التكنولوجيا في التعليم ولتغطية تكاليف شراء الأجهزة والبرامج ونفقات تدريب المعلمين وتوظيف الخبراء والمدربين•
8- إنشاء بنية تكنولوجية تحتية تشمل تزويد الجامعات والمدارس بأجهزة حاسب وما يصاحبها من أجهزة وبرامج تعليمية، وتوفير معامل حاسب ذات وسائط متعددة وإيصال خدمة الإنترنت إلى الجامعات والمدارس واستبدال الأجهزة القديمة -إذا كانت موجودة- بأجهزة أخرى حديثة متطورة.
9- تدريب الطلاب والمعلمين على استخدام الحاسب والإنترنت في التعليم ويتم ذلك بعد تزويد المدرسة أو الجامعة بأجهزة الحاسب وعمل التمديدات اللازمة مباشرة.
10- إنشاء مركز لتصميم المناهج المعتمدة على التكنولوجيا في الجامعة أو المنطقة التعليمية يعمل به فريق من المتخصصين يقوم بإعداد مناهج إلكترونية متعددة الوسائط في التخصصات المختلفة وللصفوف المختلفة سواء كانت معتمدة أو غير معتمدة على الإنترنت.
ولقد أشار كارلينر Carliner (1998) إلى أن فريق إعداد برامج التعليم الإلكتروني يتكون من مجموعة من المتخصصين هم: مدير للمشروع، ومصمم للمناهج، وكاتب يقوم بكتابة النصوص للبرنامج التعليمي، ومصمم للرسوم والصور، ومبرمج، ومهندس يختبر مدى صلاحية البرنامج للاستخدام، ومحرر يتحقق من مدى اطراد البرنامج وتمشيه مع الخطوط العريضة، ومتخصص يقوم باختبار الوصلات links ويتأكد من أنها تعمل، وان البرنامج ككل يعمل بصورة جيدة ولا يتسبب في حدوث أعطال أثناء استخدامه مع برامج أخرى، وفريق لإخراج الجانب المرئي بما في ذلك الصور والرسومات video، وآخر للإخراج الصوتي ومتخصصين في المادة العلمية، وممولين للمشروع.
11- إجراء الأبحاث في مجال التعليم الإلكتروني بصورة مستمرة لاطلاع المعلمين والمسؤولين على اثر استخدام التكنولوجيا في عملية التعليم ومدى استفادة الطلاب من عملية الدمج ولمتابعة آخر التطورات في مجال تكنولوجيا التعليم.
12- توفير الدعم الفني وصيانة الأجهزة والشبكة بصورة دائمة أثناء استخدام المعلمين للتكنولوجيا في التعليم. إذ قد يواجه المعلمون أثناء التدريب أو أثناء استخدامهم التكنولوجيا في التعليم بعض المشكلات مثل مشكلات الطباعة، توقف الاتصال بالإنترنت فجأة، عدم القدرة على فتح البريد الإلكتروني.
ولقد ذكر ماكدانيال وامكوبو McDaniel and Umekubo (1997) إلى أن هذا يتطلب وجود فني مسؤول عن إدارة الشبكة وآخر مسؤول عن صيانة الشبكة بصورة دائمة لإصلاح الأعطال ومساعدة المعلمين في تصميم مواقع وصفحات الإنترنت والإشراف على التدريب والتخطيط والإجابة على استفسارات المعلمين، إضافة إلى منسق يقوم بالتنسيق بين شبكات تضم مجموعة من المدارس أو الكليات في الجامعة أو عدد من الجامعات.
وفي هذا الصدد ذكرت دياز Dias (1999) أن عملية دمج التكنولوجيا في التعليم تتم إذا أصبحت التكنولوجيا جزءا من الأنشطة الصفية اليومية، ودعمت المنهج الدراسي، واستخدمت في توسيع أهدافه وجعلت للطلاب دوراً إيجابيا في عملية التعلم، بحيث يصبح التعليم ذا معنى بالنسبة لهم، وتصبح عملية التعلم متمركزة حول الطالب ويتركز دور المعلم في تسهيل العملية التعليمية•
ولا يمكن لأي خطة تهدف إلى دمج التكنولوجيا في التعليم أن تنجح مهما توفر لها من إمكانيات مالية ومكانية وتقنية متقدمة إذا لم يكن المعلمون قادرين ومدربين على استخدام الحاسب والبرامج التعليمية الإلكترونية وحتى تحقق أي خطة لدمج التكنولوجيا في التعليم أهدافها المنشودة، تقترح الباحثة إقامة برامج تدريبية للمعلمين لإكسابهم المهارات الحاسوبية والانترنتية اللازمة للتعليم الإلكتروني الذي فرضته الثورة التكنولوجية الحديثة. وحتى تنجح عملية دمج التكنولوجيا في التعليم، يرى الكثير من المتخصصين أمثال ماك دانيال واميكوبو McDaniel and Umekubo (1997) أن تطوير المعلمين وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا يشكلان قلب عملية دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية.
يعد التعليم الالكتروني اسلوب من اساليب التعليم في ايصال المعلومة للمتعلم ، ويتم فيه استخدام اليات الاتصال الحديثة من حاسب الي و شبكاته و وسائطه المتعددة من صوت و صورة واليات بحث ، و كذلك بوابات الانترنت سواء كان عن بعد او في الفصل الدراسي اي استخدام التقنية بجميع انواعها في ايصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت و جهد و بأكبر فائدة .
وقد جعلت ثورة المعلومات العالم أشبه بشاشة صغيرة في عصر الامتزاج بين تكنولوجيا الاعلام و المعلومات و الثقافة و التكنولوجيا و أصبح الاتصال الكترونيا و تبادل الاخبار و المعلومات بين شبكات الحاسب الالي حقيقة ملموسة ، مما اتاح سرعة الوصول الی مراكز العلم و المعرفة و الاطلاع علی الجديد لحظة بلحظة .
وقد بدأ مفهوم التعليم الالكتروني ينتشر منذ استخدام وسائل العرض الالكترونية لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية و استخدام الوسائط المتعددة في عمليات التعليم الفصلي و التعليم الذاتي ، و انتهاء بناء المدارس الذكية و الفصول الافتراضية التي تتيح للطلاب الحضور و التفاعل مع محاضرات و ندوات تقام في دول أخری من خلال تقنيات الانترنت و التلفزيون التفاعلي .
التطور التاريخى للتعليم الالكترونى :-
بدأ التعليم عن بعد أو الالكتروني في القرن التاسع عشر فيما عرف بالتعليم بالمراسلة، حيث كان الهدف منه ربحيا إذ تقوم المؤسسات التعليمية بتصميم المحتويات التعليمية اللازمة للأساليب غير التقليدية للتعلم تلبية لرغبة التعلم لدى فئات من المجتمع لا تتمكن من الانتظام في الفصول الدراسية التي يتطلبها التعليم التقليدي.ففي ذلك الوقت كان المحتوى التعليمي يرسل عن طريق البريد ويتألف من (المواد المطبوعة عموما، ودليل الدراسة، والمقالات المكتوبة والمهام والوظائف الأخرى). وقد انتشر التعليم بالمراسلة عام 1873م بمساعدة من الكنائس المسيحية من أجل نشر التعليم بين الأمريكيين. وفي عام 1883 م قامت كلية "Chautauqua College of Liberal Art " في نيويورك بإعداد درجات علمية عن طريق التعليم بالمراسلة.
وفي عام 1892م تأسست في جامعة شيكاغو أول إدارة مستقلة للتعليم بالمراسلة وبذلك صارت الجامعة الأولى على مستوى العالم التي تعتمد التعليم عن بعد .. ولقد أتاح التعليم عن بعد الفرص للطلاب الكبار كما أنه أعطى للطلاب الإحساس بالمسؤولية تجاه تعلمهم. فقد كان الطلاب يرسلون واجباتهم والوظائف بالبريد ثم يصححها المعلمون ويعيدون إرسالها بالدرجات إلى الطلاب وكان التحكم بنظام الفحص يتم عن بعد .. بعض المربين لم يقبل أسلوب وطريقة التعلم عن بعد واعتبروا الدراسة بالمرسلة أدنى طرق التدريس وكذلك كان ينظر للشهادات الممنوحة بهذه الطريقة على أنها ذات قيمة متدنية .. في السبعينات 1970 الجامعة المفتوحة بدأت في استخدام التقنية مثل التلفاز والراديو وأشرطة الفيديو في هيكلة التعلم عن بعد، وفي العقدين الأخيرين تأسست أربع جامعات في أوروبا وأكثر من عشرين حول العالم تطبق تقنية التعليم عن بعد..وتعتبر جامعة (NYSES) أول جامعة أمريكية مفتوحة تأسست تلبية لرغبات المتعلمين في جعل التعليم العالي متاحا لهم عبر الطرق غير التقليدية.وفي عام 1999 كانت التربويات التلفازية حيث يتم تقديم الدورات عن طريق التلفاز فيما عرف ب"tele courses" من أنجح الوسائل التي استخدمتها الجامعات البريطانية المفتوحة وخاصة تلك التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم The United States Open University.
ولقد حقق التعليم عن بعد فعالية أكثر باعتماد أشرطة الفيديو كعامل مساعد مع الكتب المدرية ودليل الدراسة. المتعلمون يؤدون أعمالهم، ووظائفهم وإجراء اختبارات التغذية الراجعة ثم في ختام الفصل الدراسي يحضرون إلى الحرم الجامعي لأداء الاختبارات النهائية. وفي عام 1956 بشيكاغو عمدت كليات المجتمع إلى تقديم خدمة التلفزيون في التدريس عن طريق التنسيق بين عدد من قنوات الكابل وعبر القنوات التعليمية احتراما لقانون لجنة الاتصالات الاتحادية. وفي أواخر عام 1980 حقق التعليم عن بعد تقدما حيث وظف التكنولوجيا المضغوطة لأفلام الفيديو التعليمية. فصار يتكون من ألياف ضوئية باتجاهين الفيديو والصوت، وبذلك استطاعت التكنولوجيا الجديدة أن تختصر المسافات الكبيرة بين المتعلمين والمعلمين وأصبح الطرفان يسمع بعضهما البعض. ومع تقدم التكنولوجيا والاتصالات الإلكترونية، تحول التعليم عن بعد إلى تعليم باستخدام الحاسوب والإنترنت والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية، وهذا كله شكله الثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
التعريف بالتعليم الالكترونى وأهدافه :-
لم يخل مصطلح التعليم الإلكتروني (E-Learning) ، كغيره من المصطلحات، من اختلاف الباحثين على تعريف محدد له، لاسيما مع وجود مصطلحات أخرى بينها وبينه تداخل مثل: التعليم عن بعد، والتعليم المرن، والتعليم الافتراضي و الخ .
فقد عرفه المحيسن (1423هـ) بأنه:”ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الإلكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين أنفسهم، وبينهم وبين المؤسسة التعليمية برمتها. وبنظرة سريعة إلى هذا التعريف يمكن القول أن التعليم الإلكــتروني يعتمـــد على استخــــدام الوسائط الإلكــترونيــة في الاتصال واستقبــال المعــلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين المتعلم والمعلم، وبين المتعلم والمدرسة، وربما بين المدرسة والمعلم.
اهداف التعليم الالكتروني :
1) توفير مصادر متعددة ومتباينة للمعلومات تتيح فرص المقارنة والمناقشة والتحليل والتقييم.
2) إعادة هندسة العملية التعليمية بتحديد دور المُعلم والمُتعلم والمؤسسة التعليمية.
3) استخدام وسائط التعليم الإلكتروني في ربط وتفاعل المنظومة التعليمية (المُعلم، والمُتعلم، والمؤسسة التعليمية، والبيت، والمجتمع، والبيئة).
4) نمذجة معيارية التعليم.
5) تبادل الخبرات التربوية من خلال وسائط التعليم الإلكتروني.
6) تنمية مهارات وقدرات الطلاب وبناء شخصياتهم لإعداد جيل قادر على التواصل مع الآخرين وعلى التفاعل مع متغيرات العصر من خلال الوسائل التقنية الحديثة.
7) نشر الثقافة التقنية بما يساعد في خلق مجتمع إلكتروني قادر على مواكبة مستجدات العصر.
التعليم الالكترونى وذكاء الطالب المنطقى :-
مما لا شك فيه أن التعليم الإلكتروني كان له الدور الكبير في تنمية ذكاء الطالب المنطقي والقدرة على التحصيل الدراسي وفهم المعلومات.
فبرامج الحاسوب المتنوعة والتي تستخدم إمكانيات ووسائل قد لا تتوفر دائما في القاعة الدراسية مثل (الأفلام العلمية ومواد الصوتية والمرئية) تساعد الطالب بشكل أو بآخر على استيعاب المعلومة ..
وتتنوع البرامج لتقدم المعلومة بعدة طرق .. بحيث إن لم يستوعبها الطالب بطريقة فانه يستوعبها بالأخرى .. عن طريق استغلال المؤثرات الصوتية والمرئية والحسية مثل( الواقع الافتراضي) لتثبيت المعلومة عند الطالب .. وأيضا تقديم أمثلة متنوعة وأساليب شرح مبتكرة .. بينما قد لا يستطيع كل المعلمين فعل هذا .
كما أن لهذه البرامج ميزة تكرار المعلومة بعدد من المرات لا حصر له بينما يمل المعلم .. فلا ننس أن التلقين أسلوب سيء في حال استخدم وحده دون شرح وفهم .. لكن الحفظ وطريقة التلقين طريقة هامة وأساسية في بعض المواد ومع بعض الأنواع من المعلومات مثل التواريخ والإحصائيات والجداول والشعر والقرآن.
جاء التعليم الإلكتروني ليغير كل هذا .. فالاختبارات للمراحل التعليمية الأولى تكون على هيئة ألعاب شيقة تزيد من رغبة الطالب في خوضها .. بل وتتنوع الاختبارات وتقدم بهيئات وأساليب مختلفة .. وبهذا فأن المعلومة تثبت في عقل الطالب.
أما طلاب المراحل التعليمية المتقدمة فدوما مشكلة الاختبارات معهم هي التوتر والخوف .. فالاختبار في المنزل سيزيل بالتأكيد قدرا لا بأس به من الرهبة ويساعد الطالب على التركيز والإجابة بثقة أكبر. (وبالرغم من ذلك فإنها لا تعالج مشكلة الخوف بشكل صحيح تماما .. فصحيح أن الطالب قد تغلب على خوفه ببعده عن المؤثر "قاعة الامتحان" لكن الخوف منها لا يزال لديه)
ومن ناحية أخرى فإن التوتر لا يصيب الطالب جراء انتظاره لنتيجة الاختبار فالاختبارات الإلكترونية توفر النتيجة فورا بعد الانتهاء من الاختبار.
ونقطة أخرى هامة للغاية .. أن توفر الامتحانات لشهادات هامة وذات سمعة وثقل علمي على الإنترنت ومن خلال التعليم الإلكتروني يشجع الطلبة على خوضها وبالتالي تزداد لديهم الخبرات والمجالات العلمية والتخصصية المتنوعة ومنه يزداد التحصيل العلمي والذكاء المنطقي للطالب.
ورغم أن التعلم الإلكتروني ليس 100% تعلم ذاتي إلا أنه يعتمد عليه بشكل كبير .. والتعلم الذاتي يعتبره علماء النفس والتربية من أفضل أساليب التعلم و من أهم العوامل التي تساعد الطالب على تكوين قواعد علمية راسخة وثبات المعلومات لديه لفترات طويلة من عمره وذلك لأنه يمّكن المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه.
وكذلك احتكاك الطالب بالثقافات الأخرى لباقي الطلاب يزيد من حصيلته اللغوية والثقافية حول الشعوب الأخرى .. وإن كانت هذه النقطة أيضا تحتمل المعنى السلبي والإيجابي.
المرأة والتعليم الالكترونى :-
للتعليم الإلكتروني أهمية كبيرة بالنسبة للمرأة , نظرا لما عليها من واجبات , فالتعليم الالكتروني يساعد المرأة علي الجمع بين واجباتها وتعليمها وهذا عامل من العوامل التي ساعدت علي ظهور التعليم الالكتروني كما رأينا , ونحن في المجتمع العربي الإسلامي يقع علي عاتق المرأة واجبات عديدة منها رعاية المنزل وتربية أولادها , فكان من الصعب عليها أن تدرس وتكمل تعليمها في ظل هذه الواجبات , والتعليم الالكتروني أتاح للمرأة فرصة التعليم مع عدم الإخلال بواجباتها الأسرية .
وفي تقرير صادر عن الجمعية الأمريكية للجامعة النسائية(مجلة الجزيرة الالكترونية – العدد 6 – 2002) تبين أن عدد الحاصلين على شهادات جامعية عن طريق المراسلة في ازدياد، والغالبية العظمى من هذه النسبة من النساء حيث يشكلن حوالي 60% من عدد الطلبة وغالبيتهن تتجاوز أعمارهن الخامسة والعشرين، ويلاحظ أن الأمهات العاملات هن من يتطلعن دائما لرفع مستواهن التعليمي وهن بذلك يتحملن مسؤوليات أخرى فضلا عن مسؤولية البيت ومسؤولية الوظيفة.
فالتكنولوجيا لا تزيد من أوقات الفراغ للمرأة بل تعطيها فرصة لتطوير نفسها أكاديميا من خلال تنظيمها لوقتها .
يلقى التعليم الإلكتروني إقبالا كبيرا لدى النساء أكثر منه لدى الرجال لعدة أسباب منها :-
1- يمكن للمرأة أن تتلقى التعليم الجامعي الذي تطمح إليه دون الحاجة إلى الانتقال إلى مكان آخر غير بيتها ودون احتكاك بالنصف الآخر، وبالتالي دون كسر للأعراف وتجاوز للتقاليد.
2- المرونة : إي تستطيع أن تحضر المحاضرات بينما هي في بيتها ترعى أطفالها.
3- التكلفة الأقل: حيث ستوفر تكلفة الحضانة التي تضع فيها أطفالها لأنها لن تغادر منزلها.
4- استغلال الوقت: حيث تحصل على درجة جامعية وفي نفس الوقت لن يعطلها هذا عن واجباتها المنزلية .
5-عادة ما يتراوح أعمار الطلبة في الجامعات بين 18, 22 لهذا يواجه من تجاوز هذه المرحلة العمرية صعوبة في التأقلم مع الطلبة في الجامعات التقليدية، لكن في حالة التعليم بالمراسلة تتلاشى هذه المشكلة لعدم الاحتكاك المباشر بين الطلبة .
أنواع التعليم الالكترونى :-
تنحصر أنواع التعليم الإلكتروني تبعاً لزمن حدوثه في نوعين ، هما :
أولاً : التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning )) :
وهو التعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة((chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية (virtual classroom) أو باستخدام أدواته الأخرى .
ومن ايجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
وهو أكثر أنواع التعليم الإلكتروني تطوراً و تعقيداً ، حيث يلتقي المعلم و الطالب على الإنترنت في نفس الوقت ( بشكل متزامن ) .
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني المتزامن ما يلي:
1• اللوح الأبيض(Whit Board )
2• المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)
3• المؤتمرات عبر الصوت (Audio conferencing)
4• غرف الدردشة (Chatting Rooms)
ثانياً : التعليم الإلكتروني غير المتزامن Asynchronous E-learning )) :
وهو التعليم غير المباشر الذي لا يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت، مثل الحصول على الخبرات من خلال المواقع المتاحة على الشبكة أو الأقراص المدمجة أو عن طريق أدوات التعليم الإلكتروني مثل البريد الإلكتروني أو القوائم البريدية ومن ايجابيات هذا النوع أن المتعلم يحصل على الدراسة حسب الأوقات الملائمة له ، وبالجهد الذي يرغب في تقديمه ، كذلك يستطيع الطالب إعادة دراسة المادة والرجوع إليها إلكترونيا كلما احتاج لذلك.
ومن سلبياته عدم استطاعة المتعلم الحصول على تغذية راجعة فورية من المعلم، كما انه قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزله.
وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني غير المتزامن ، ما يلي:
1• البريد الإلكتروني.
2• المنتديات.
3• الفيديو التفاعلي.
4• الشبكة النسيجية .
دور المعلم العربى فى التعليم الالكترونى :-
إن التعليم في النظام التقليدي الذي ينحصر بجدران , ويقيد الطالب بدوام الحضور , ويتطلب شروطا معينة لدى الالتحاق به , يختلف عن التعليم الالكتروني الذي لا ينحصر بين جدران , ولا يقيد الطالب بدوام الحضور , ولا يتطلب شروطا معينة عند الالتحاق به , وتبعا لذلك فان دور المعلم في التعليم الالكتروني يختلف إلي حد ما عن دوره في التعليم التقليدي , وان كان الاثنان تجمع بينهما مهام مشتركة , ولعل المبررات التي تدعو إلي اختلاف دور المعلم في التعليم التقليدي عنه في التعليم الالكتروني تتجلي في النقاط الآتية ( أفنان نظير 1999 ) : المعلم في التعليم الالكتروني يتعامل مع مجموعة غير متجانسة من الطلبة عمريا , وأكاديميا , واقتصاديا , واجتماعيا ومهنيا في حين يتعامل معلم التعليم التقليدي مع فئة متجانسة نسبيا .
يتيح نظام التعليم الالكتروني للطالب قدرا كبيرا من الحرية في اتخاذ القرارات التربوية المتعلقة بوضوح أهدافه بنفسه , واختيار التخصص الأكاديمي الذي يريده ,واختيار طريقة الدراسة التي تناسبه ومراقبة عملية تعلمه , وتنظيم جدولة الدراسي بما يتوافق مع قدرته ووضعه الاجتماعي والاقتصادي , وميوله , وأعماله .
ولكن في نظام التعليم التقليدي لا يتاح للمتعلم هذه الحرية , بل يعتبر المعلم هو المسئول الأول عن اتخاذها .
يؤمن نظام التعليم الالكتروني أن عملية التعلم مستمرة ومتطورة ومتغيرة باستمرار لتلائم روح العصر الديناميكي , سواء أكان هذا التغير علميا أو تقنيا أو اجتماعيا في حين التعليم التقليدي قد ينتهي بانتهاء الفترة الزمنية المحددة للحصول علي الشهادة .
تختلف طرائق التدريس المتبعة في نظم التعليم الالكتروني عن الطرائق المتبعة في نظام التعليم التقليدي : فطرائق التدريس الالكتروني تتمحور حول الطالب وليس المعلم كما في نظام التعليم التقليدي وقوامها الكتاب المبرمج , و شبكات الانترنت .
هذه الاختلافات في النظامين التعليميين أدت إلي وجود اختلاف في دور المعلم إذ أصبح دوره ثانويا يتجلى في قدرته علي تخطيط العملية التعليمية وفي مساعدة الطالب علي استخدام المواد المطبوعة أو المبرمجة والوسائل التقنية وغير التقنية المختلفة .
مزايا التعليم الالكترونى :-
1- زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة فيما بينهم ، وبين الطلبة والمدرسة من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني ، غرف الحوار و هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة.
2- يتيح فرص تبادل وجهات النظر في المواضيع المطروحة ودمجها مع الاراء الخاصة بالطالب مما يساعده في تكوين أساس قوي بالمعرفة وأراء سديدة .
3- الإحساس بالمساواة: هذه الميزة تكون أكثر فائدة لدى الطلاب الذين يشعرون بالخوف والقلق لأن هذا الأسلوب في التعليم يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر في التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس التقليدية وهذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة لجميع الطلاب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكتروني ومجالس النقاش وغرف الحوار .
4- أتاح سهولة كبيرة في الوصول إلى المعلم في أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن الطالب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني .
5- امكانية تحوير طريقة التدريس : من الممكن تلقي المادة العلمية بالطريقة التي تناسب الطلاب فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية ، ومنهم تناسبه الطريقة المسموعة أو المقروءة،أو الطريقة العملية ، فهو يتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وعديدة تسمح بالتحوير وفقاً للطريقة الأفضل بالنسبة للمتعلم .
6- ملائمة مختلف أساليب التعليم : التعليم الإلكتروني يتيح للمتعلم أن يركز على الأفكار المهمة أثناء كتابته وتجميعه للمحاضرة أو الدرس ، وكذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام الاستفادة من المادة وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة .
7 - توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع :هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين ، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً ، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية ، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم .
8- الاستمرارية في الوصول إلى المناهج : هذه الميزة تجعل الطالب في حالة استقرار ذلك أن بإمكانه الحصول على المعلومة في الوقت الذي يناسبه ، فلا يرتبط بأوقات فتح وإغلاق المكتبة ، مما يؤدي إلى راحة الطالب وعدم إصابته بالضجر .
9- عدم الاعتماد على الحضور الفعلي : لم يعد من الضروري الالتزام بجدول زمني محدد وملزم لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معين.
عيوب التعليم الالكترونى :-
1- الحاجة إلى بنية تحتية صلبة من حيث توفر الأجهزة و سرعة الاتصال بالانترنت .
2- الحاجة إلى وجود متخصصين لإدارة أنظمة التعليم الالكتروني .
3- صعوبة الحصول على البرامج التعليمية باللغة العربية.
4- عدم قدرة المعلم على استخدام التقنية الرقمية.
5- فقدان العامل الإنساني في التعليم - الأنظمة والحوافز التعويضية - الخصوصية والسرية.
6- التكلفة الابتدائية العالية .
7- صعوبة التقويم - تطوير المعايير .
مقارنة بين التعليم الالكترونى والتعليم التقليدى :-
يمكن عرض أوجه الاختلاف بين كل من التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي من خلال إجراء المقارنة التالية بينهما :
التعليم الالكترونى :
أسلوب التعليم المستخدم : يوظف المستحدثات التكنولوجية، حيث يعتمد على العروض الإلكترونية متعددة الوسائط، وأسلوب المناقشات وصفحات الويب.
التفاعل : يقوم على التفاعلية، حيث يتيح استخدام الوسائط المتعددة للمتعلم الإبحار في العروض الإلكترونية، والتعامل معها كما يريد، وتسمح له المناقشات عبر الويب بالتفاعلية .
إمكانية التحديث : يمكن تحديثه بكل سهولة، وغير مكلف عند النشر على الويب كالطرق التقليدية، حيث انه يمكن أن يتم بعد النشر.
الإتاحة : متاح في أي وقت، لذا يتمتع بالمرونة متاح في أي مكان، حيث يمكن الدخول على الإنترنت من أي مكان، لذا ففرص التعليم له متاحة عبر العالم.
مسئولية التعلم : يعتمد على التعليم الذاتي، حيث يتعلم المتعلم وفقا لقدراته واهتماماته، وحسب سرعته والوقت الذي يناسبه، و المكان الذي بلائمه.
تصميم التعليم : يتم تصميم العملية التعليمية بناء على خبرات تعليمية يمكن اكتسابها من خلال التعليم.
نظام التعليم : يتم فى نظام مفتوح مرن و موزع، حيث يسمح للمتعلم بالتعلم وفقاً لسرعته وفى مكانه، أى يحقق الإجابة على متى؟ كيف؟ أين ؟ . كما أن التوزيع يعنى كل من المعلم والمتعلم والمحتوى فى أماكن مختلفة.
التعليم التقليدى :
أسلوب التعليم المستخدم : يعتمد على الكتاب فلا يستخدم أى من الوسائل أو الأساليب التكنولوجية إلا في بعض الأحيان.
التفاعل : لا يعتمد على التفاعل، حيث انه يتم فقط بين المعلم والمتعلم، لكن لا يتم دائما بين المتعلم والكتاب، باعتباره وسيلة تقليدية لا تجذب الانتباه.
إمكانية التحديث : عملية التحديث هنا غير متاحة لأنك عند طبع الكتاب لا يمكنك جمعه والتعديل فيه مرة أخرى بعد النشر.
الإتاحة : له وقت محدد في الجدول، وأماكن مصممة، كما أن فرص التعليم فيه مقتصرة علي الموجود في إقليم أو منطقة التعليم.
مسئولية التعلم : يعتمد على المعلم، لذا فهو غير متاح في أي وقت، ولا يمكن التعامل معه إلا في الفصل الدراسي فقط..
تصميم التعليم : يتم تصميم العملية التعليمية من خلال وضع هيكل محدد مسبقا، على نظام واحد يناسب الجميع .
نظام التعليم : يحدث فى نظام مغلق، حيث يجب التحديد للمكان والزمان أى الإجابة على أين؟ ومتى؟
متطلبات الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الالكتروني :-
حققت الثورة الحاسوبية تقدما سريعا غزت به جميع المجالات بما في ذلك عملية التعليم والتعلم• وأصبح المعلمون والطلاب في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية في الدول المتقدمة يستخدمون الإنترنت والفصول والمعامل ذات الوسائط التعليمية المتعددة في عملية التعلم.
ففي الولايات المتحدة بلغ عدد المدارس المتصلة بشبكة الإنترنت 87000 مدرسة بها ستة ملايين جهاز حاسب شخصي. وبلغ عدد الرسائل المرسلة بالبريد الإلكتروني 2.2 بليون رسالة يوميا.
ولم يعد الحاسب يستخدم في تعليم الطلاب العاديين، بل الطلاب المعاقين سمعياً وبصرياً، والطلاب الذين يعانون من صعوبات في التعلم.
وأصبح الحاسب يستخدم في التعليم عن بعد، وفي المكتبات والنشر الإلكتروني.
وفي مجال تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها، أصبح هناك برامج حاسب معتمدة وغير معتمدة على الإنترنت لتعليم مهارات الاستماع والمحادثة والقراءة والكتابة والإملاء والقواعد والمفردات والنطق وقواميس ودوائر معارف وبرامج لتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية.
ويمكن أن يجري الطلاب والمعلمون حوارات حية على الإنترنت وهناك مواقع كثيرة على الإنترنت خاصة بتدريس اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها يمكن أن يحصل منها المعلمون على معلومات عن الجمعيات العلمية المتخصصة والمؤتمرات والمكتبات والألعاب التعليمية ونماذج لتحضير الدروس والمواد التعليمية وقضايا التعددية الثقافية والشعر والأمثال والأقوال وطلب المساعدة على الشاشة والاطلاع على الصحف العالمية وتدريب المعلمين والمصادر والاختبارات وأبحاث الطلاب الإنترنتية وأدلة الجامعات واختبار التوفل TOEFL وغير ذلك.
فإذا ما انتقلنا إلى المدارس والجامعات في بلادنا العربية، وجدنا أن العملية التعليمية لا زالت تتم داخل الفصل وترتكز على المعلم كمصدر للمعلومات وتتم بالطرق التقليدية المعتمدة على الكتاب الورقي والقلم والسبورة وبعض الوسائل التعليمية القديمة. أما استخدام الحاسب والإنترنت والمعامل ذات الوسائط التعليمية المتعددة فلم تجد طريقها إلى الكثير من مدارسنا وجامعاتنا بعد. وحيث إن استخدام التكنولوجيا في التعليم قد اصبح أمرا حتمياً وليس ترفا لما له من آثار إيجابية على عملية تعليم وتعلم اللغات الأجنبية، لذا فإن الانتقال من التعليم بالطرق التقليدية إلى التعليم الإلكتروني المعتمد على التكنولوجيا - سواء كليا أو جزئيا - يتطلب اتخاذ عدة خطوات تحتاج إلى وقت وجهد طويل منها:
1- تعديل سياسة التعليم على مستوى المدارس والجامعات بحيث تجعل التكنولوجيا أداة أساسية في العلمية التعليمية في جميع المراحل.
2- تشكيل لجنة على مستوى الجامعة أو المنطقة التعليمية تتولى عملية التطوير تتكون من فريق عمل يضم مجموعة من المتخصصين في عدة مجالات مثل تطوير المناهج وتكنولوجيا التعليم.
3- دراسة واقع استخدام التكنولوجيا في المدرسة أو الجامعة أي حصر الأجهزة والبرامج التعليمية المتوفرة فيها•
4- دعم إدارة المدرسة أو الجامعة وتشجيعها لدمج التكنولوجيا في التعليم واستخدام المعلمين لها.
5- وضع تصور أو خطة شاملة طويلة الأمد لدمج التكنولوجيا في التعليم على مستوى المقررات المختلفة والصفوف والمراحل المختلفة•
6- تحديد مدة زمنية لتنفيذ خطة الدمج في تدريس المقررات والصفوف المختلفة. بحيث تتم عملية الدمج على مراحل تتكون كل منها من خطوات صغيرة متدرجة•
7- تخصيص ميزانية لدمج التكنولوجيا في التعليم ولتغطية تكاليف شراء الأجهزة والبرامج ونفقات تدريب المعلمين وتوظيف الخبراء والمدربين•
8- إنشاء بنية تكنولوجية تحتية تشمل تزويد الجامعات والمدارس بأجهزة حاسب وما يصاحبها من أجهزة وبرامج تعليمية، وتوفير معامل حاسب ذات وسائط متعددة وإيصال خدمة الإنترنت إلى الجامعات والمدارس واستبدال الأجهزة القديمة -إذا كانت موجودة- بأجهزة أخرى حديثة متطورة.
9- تدريب الطلاب والمعلمين على استخدام الحاسب والإنترنت في التعليم ويتم ذلك بعد تزويد المدرسة أو الجامعة بأجهزة الحاسب وعمل التمديدات اللازمة مباشرة.
10- إنشاء مركز لتصميم المناهج المعتمدة على التكنولوجيا في الجامعة أو المنطقة التعليمية يعمل به فريق من المتخصصين يقوم بإعداد مناهج إلكترونية متعددة الوسائط في التخصصات المختلفة وللصفوف المختلفة سواء كانت معتمدة أو غير معتمدة على الإنترنت.
ولقد أشار كارلينر Carliner (1998) إلى أن فريق إعداد برامج التعليم الإلكتروني يتكون من مجموعة من المتخصصين هم: مدير للمشروع، ومصمم للمناهج، وكاتب يقوم بكتابة النصوص للبرنامج التعليمي، ومصمم للرسوم والصور، ومبرمج، ومهندس يختبر مدى صلاحية البرنامج للاستخدام، ومحرر يتحقق من مدى اطراد البرنامج وتمشيه مع الخطوط العريضة، ومتخصص يقوم باختبار الوصلات links ويتأكد من أنها تعمل، وان البرنامج ككل يعمل بصورة جيدة ولا يتسبب في حدوث أعطال أثناء استخدامه مع برامج أخرى، وفريق لإخراج الجانب المرئي بما في ذلك الصور والرسومات video، وآخر للإخراج الصوتي ومتخصصين في المادة العلمية، وممولين للمشروع.
11- إجراء الأبحاث في مجال التعليم الإلكتروني بصورة مستمرة لاطلاع المعلمين والمسؤولين على اثر استخدام التكنولوجيا في عملية التعليم ومدى استفادة الطلاب من عملية الدمج ولمتابعة آخر التطورات في مجال تكنولوجيا التعليم.
12- توفير الدعم الفني وصيانة الأجهزة والشبكة بصورة دائمة أثناء استخدام المعلمين للتكنولوجيا في التعليم. إذ قد يواجه المعلمون أثناء التدريب أو أثناء استخدامهم التكنولوجيا في التعليم بعض المشكلات مثل مشكلات الطباعة، توقف الاتصال بالإنترنت فجأة، عدم القدرة على فتح البريد الإلكتروني.
ولقد ذكر ماكدانيال وامكوبو McDaniel and Umekubo (1997) إلى أن هذا يتطلب وجود فني مسؤول عن إدارة الشبكة وآخر مسؤول عن صيانة الشبكة بصورة دائمة لإصلاح الأعطال ومساعدة المعلمين في تصميم مواقع وصفحات الإنترنت والإشراف على التدريب والتخطيط والإجابة على استفسارات المعلمين، إضافة إلى منسق يقوم بالتنسيق بين شبكات تضم مجموعة من المدارس أو الكليات في الجامعة أو عدد من الجامعات.
وفي هذا الصدد ذكرت دياز Dias (1999) أن عملية دمج التكنولوجيا في التعليم تتم إذا أصبحت التكنولوجيا جزءا من الأنشطة الصفية اليومية، ودعمت المنهج الدراسي، واستخدمت في توسيع أهدافه وجعلت للطلاب دوراً إيجابيا في عملية التعلم، بحيث يصبح التعليم ذا معنى بالنسبة لهم، وتصبح عملية التعلم متمركزة حول الطالب ويتركز دور المعلم في تسهيل العملية التعليمية•
ولا يمكن لأي خطة تهدف إلى دمج التكنولوجيا في التعليم أن تنجح مهما توفر لها من إمكانيات مالية ومكانية وتقنية متقدمة إذا لم يكن المعلمون قادرين ومدربين على استخدام الحاسب والبرامج التعليمية الإلكترونية وحتى تحقق أي خطة لدمج التكنولوجيا في التعليم أهدافها المنشودة، تقترح الباحثة إقامة برامج تدريبية للمعلمين لإكسابهم المهارات الحاسوبية والانترنتية اللازمة للتعليم الإلكتروني الذي فرضته الثورة التكنولوجية الحديثة. وحتى تنجح عملية دمج التكنولوجيا في التعليم، يرى الكثير من المتخصصين أمثال ماك دانيال واميكوبو McDaniel and Umekubo (1997) أن تطوير المعلمين وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا يشكلان قلب عملية دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية.
ندى الشيمى -مواد اجتماعية- المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 04/11/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى