ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة
صفحة 1 من اصل 1
ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة
تثير قضية العولمة الكثير من الاهتمام لدى الناس ، حتى باتت العولمة الشغل الشــاغل لهم ، مما أدى إلى الدخول في حيرة مما يُكتب حالياً فالموضوع وفهم حقيقته يتنوع بطرق متعددة من الجانب السياسي والثقافي و الإعلامي والصحي و الاقتصادي ، والتعليمي إلى المعلوماتي .
ولا شك في أن لتكنولوجيا التعليم أثر في هذا المجال فالعولمة من خـلال السياسات الليبرالية المتطورة التي تعتمد عليها ترسم لنا صورة للمستقبل وخـاصة عـندما نركـز على أهمية تكنولوجيا التعليم ، فالمكتسبات الحالية لا تنظر إلى الخلف كثيراً ، بل تؤكد على الاتجـاه والتغيير نحو ما تتطلبه العولمة ، ومن هذا المنطلق نجد أن ارتفاع الأسعار لشراء التكنولوجيا والإستثمار فيها وما يختص بمجالات التعليم سوف يؤثر على المستوى الاقتصادي لدى الفرد ، إلا أن التنافس بين الشركات المنتجة زاد من التنوع ، والانتشار الأمر الذي أدى إلى انخفاض الأسعار جزئياً ، غير إننا ينبغي أن نلاحظ بأن هذا الموضوع يحتاج إلى تحقيق ثلاث نواحي :
أولاً : الجودة .
ثانياً : الاستعمال الصحيح للسلعة .
ثالثاً : التـدريب على كيـفية الممارسـة ومحاولة الاستفادة لإيجـاد الإنـتاج الذي يتـلاءم مع متطلبات التغير .
ومن أجل ذلك فإن المشكلة الأساسية لدول العالم العربي أو الثالث هي كيف يمكن الاستفادة من الألفية الثالثة ؟! إذ لابد من ثورة تكنولوجية تعليمية تفرضها هذه الدول لكي تصبح قريبة من انعكاسات العولمة اقتصادياً ، وقد ذكر ( بيتر مارتين ، وشــومان 1998 : 15 ) . أن المهمة القادمة هي هندسة عنصر العمل ، والاستخدام الموسع لأجهزة الكمبيوتر ، وهذا يتطلب إنتاج برامج جديدة وجيدة تتمشى مع التطور الحالي في ظل العولمة .
إن الاستخدام أو الانتاج السابق لتكنولوجيا التعليم لم يعد يتلاءم مع متطلبات الثورة التعليمية التي بدأت تعتمد على الآلة ، والاتصالات السريعة ، والأنتر نت ، والأقـمار الصـناعـية ، والقنوات الفضائية . لذلك ينبغي على مجتمعنا أن يتعرف على مَوَاطن الخلل لتنظيم الإصلاح وفق متطلبات التغير .
مشكلة البحث :
تأثرت تكنولوجيا التعليم واستعمالاتها المختلفة بالعولمة ، ذلك أن العمل الفعلي المطلوب هو مواجهة هذا التغيير ولذا تتحدد مشكلة البحث في الإجابة على التساؤلات التالية .
1 – ما الفرق بين آراء الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الدرجة العلمية ؟
2 – ما الفرق بين آراء الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الجنس ؟
3 – ما الفرق بين آراء الخبراء في مجال تكنولوجيا التعلم نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لتفاعل متغير الدرجة العلمية والجنس ؟
هدف البحث :
يهدف البحث التعرف على واقع تكنولوجيا التعليم في بعض الجامعات السعودية في ظل العولمة وفقاً لمتغيري الدرجة العلمية والجنس من الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم .
أهمية البحث :
من المتوقع أن تحدد هذه الدراسة ببعض التوجهات التي تفيد أعضاء هيئة التدريس من أجل الاستخدام المتطور لتكنولوجيا التعليم في ظل العولمة ، ومن خلالها سوف يتم التغيير المطلوب لمواجهة العولمة والاستفادة منها في تطوير مهارات الطلاب في مختلف أقسام الكليات ببعض الجامعات السعودية .
أهمية تكنولوجيا التعليم :
تعـرف تكـنولوجـيا التعلــيم في مجــال التــربية والتعلـيم بأسمـاء متـعددة ، منها معينات التدريس Teaching Aids أو الوسائل السمعية والبصرية AudioVisual Aids وقد ارتبطت بالمعلم لمجرد توضيح ما يصعب على الشرح النظري ، ولم يكن هناك أي أساس علمي لإيضاح أهمية الاستعمـال كتحـسين الأداء أو اكتـساب أنمـاط جـديدة من الـسلوك أو الأـهداف الخـاصـة ( لال ،1998 : 173 ) وقد زاد الاهتمام بالوسائل التعليمية بشكل أكبر من الـسابق مـنذ اكتـشاف الجـــديد مـنـها كالتلــفزيون ، والأقمـــار الصناعيـــــة والفـــيديو ، والفــيديو دســـك ،Video Disc ، والقنوات الفضائية والأنتر نت Internet ،و أصبحت الوسائل جزءاً متكاملاً من العناصر التي تُكوّن عملية الاتصال ( لال ، الجندي 1995 : 22 ) .
أهمية العولمة :
يعتبر اصطلاح العولمة Globalization أو Universalizattion من المصطلحات الحديثة التي أثْرت بشكل واضح وكبير في عالم اليوم ، وأهم ما يميز العولمة عن غيرها أنها جاءت لتؤثر تأثيراً هائلاً في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والمالية بل وأصبحت هي المسير والمتحكم في كثير من مرافق الحياة .
والعولمة هي نظام دولي جديد ، ويمكن القول بأنها احدى ظواهر الحداثة الراهنة التي برزت بشكل واضح في زمن القطب الواحد ، وبالتــحديد بعد انهـيار ما كـان يعرف بالاتحاد السوفيتي ، وكان تركــيزها في الـبدايـة على العـنـصر الاقـتـصادي دون أن تـغفل العناصــر الأخـــرى ( سلامة 2000 : 54 ) .
والعولمة هي الكلمة المستخدمة في وصف التغيير في علاقات الاقتصاد الدولي صوب التداخل والتمازج ورفع الحدود بين الاقتصاديات الوطنية والإقليمية ، وكذلك دفع عملية تحرير انتقال وعمـل رأس المال المـالي والخـــدمات والبضائع والبشر إلـى أقصـــــــاها ( مغربي 2000 : 8 ) .
وفي تلك الآلـية يبدو العالم كأنه سوق واحدة مفتوحة أمام قوة رأس المال والاستثمارات العملاقة ، فكأن العولمة هي التجسيد العملي للأهمية ، رأس المال المالي ، وقد وُضعت اللبنات الأولى للعولمة بعد الحرب العالمية مباشرةً ، لكن انطلاق آليتها الفعلية في أميركا كانت في 1970م بعد سنة على وصول أول أمريكي إلى القمر ، مع قرار الرئـيس الأميركي ريتـشارد نيكسـون لتحـرير أسواق رأس المال من الرقـابة الحكـــومية عـقب أزمـة التغطـية الذهـبية للدولار ( مغربي 2000 : 8 ) .
تتجلى عملية العولمة - واقعاً لا توقعاً - في تقليص الزمان والمكان على كوكب الأرض في قرية عالمية ومصنع عالمي ، وبهذا المعنى فإن العوامل المولدة والدافعة للعولمة تتلخص في الثورة العلمية التكنولوجية في مواجهة الأحداث المتواصلة وبدور أميركي قائد – خاصة في مجالات المعلومات والاتصالات - بتخطيطها لأبعاد الزمان والمكان ، وما ترتب عليها من تحولات في هيكل الاقتصاد العالمي ونمط التخصص الإنتاجي الدولي ، وتداعي المنظومة الاشتراكية ، وانتصار المنظومة الرأسمالية بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي السابق في المـباراة الاقـتصادية والحـرب الـباردة مع الـولايات المتحـدة الأميركية ( عبد العليم 2000 : 29 )
ومع نمو العولمة يزداد تركز الثورة ، وتتسع الفروق بين البـشر والدول إتساعاً لامثيل له حيث أن 358 ملياديرا في العالم يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه 2,5 مليار من سكان المعمورة ، أي ما يزيد قليلاً على نصف سكان العالم . وأن هناك 20% من دول العالم تستحوذ على 85% من الناتج العالمي الإجمالي ، وعلى 84% من التجارة العالمية ، ويمتلك سكانها 85% من مجموع المدخرات العالمية ، وهذا التفاوت القائم بين الدول يوازيه تفاوت آخر داخل كل دولة ، حيث تستأثر قلة من السكان بالشطر الأعظم من الدخل الوطني والثروة القومية ، في حين تعيش أغلبية السكان على الهامش ، وهذا التفاوت الشاسع في توزيع الدخل والثروة سواء على الصعيد العالمي أو الصعيد المحلي لم يعد بالأمر المزعج ، بل هو بات في رأي منـظـري العـولمـة مطلـوباً في حلـبة التـنافـس العالمـي الضـاري ( بيتـر مارتـين ، شومان 1998 : 11)
مجالات تكنولوجيا المعلومات في التعليم العربي :
يعد دخول الكمبيوتر في مجال التعليم بالعالم العربي حدثاً هاماً ، ذلك أن العملية هنا لا تحتاج إلى خيار بل هو أسـبق ما يكون إلى الواقع المفروض فقد تسلل الكمبيوتر إلى قـاعات الدرس ، وظهر ما يشبه المنهجية غير المعلنة لكيفية دخوله إلى المدارس وهي منهجية قوامها ثلاث خطـوات متدرجة :
- الكمبيوتر كنشاط تعليمي مكمل غير إجباري .
- تكنولوجيا المعلومات كمادة تعليمية مستقلة .
- تكنولوجيا المعلومات كوسيلة تعليمية .
وراء هذه المنهجية دافع عملي أساسه التدرج في الخطوات التي تحتاج إلى أقل موارد مادية وبشرية وتنطوي على أقل قدر من المخاطرة إلى تلك التي تحتاج إلى موارد ضخمة وتعديلات جوهرية في الجوانب المختلفة لمنظومة التربية ، ولا شـك أن الـقرار في الـنهاية ستـمليه الفلـسفة التعليمية السائدة ، وتحكمه الموارد والإمـكانات المتاحـة من بشـر وأماكـن ومعدات ( علي 1994 : 409 )
إن إدخال الكمبيوتر إلى المـدارس ، دون توفـر الحـد الأدنى من الـبنى التحتية اللازمة ، ودون أن يسبقه عمليات التجريب والتحليل الدقيق يعد مجازفة حقيقية ، وفشل المبادرات الأولى لدخول تكنولوجيا المعلومات مجال التعليم دون العدة الكافية ربما يؤدي إلى تسرع البعض في اتخاذ المواقف المناهـضة ضد هـذا التوجه الاستراتيجي في تطـوير العمـلية التعـليمية ، ليلقى الكمبيوتر التعليمي بسبب ذلك المصير نفسه ، الذي لاقته كثير من تكنولوجيات التعليم السابقة عليه ، وشتان الفرق فكلفة التخلف هذه المرة باهظة ، كل ما نخشاه أن تخضع مؤسسات التعليم العربية ، للضغط الخارجي الواقع عليها فتتسرع في إدخال الكمبيوتر قبل الإعداد الكافي له ( علي 1994 : 409 ) .
وقد أصبحت علوم الكمبيوتر ، والبرمجيات والاتصالات مجالاً معرفياً قائماً بذاته ، وقد أكتمل له كم المعلومات والمهارات ، التي تجعل منه مادة تعليمية مستقلة ، يمكن تقديمها على درجات متدرجة من الصعوبة ومتباينة من حيث مواضع التركيز وفقاً لمرحلة التعليم ، وتخصصه من رياض الأطفال حتى طلبة الدراسات العليا ، فمن الطبيعي أن تختلف أهداف المنهج ، ومحتواه وأساليبه في التعليم العام ، عنه في التعليم الفني ، وفي الكليات النظرية عنه في الكليات العملية ، من أجل هذا رأينا أن نقسم تعليم أو تعلم مادة الكمبيوتر ، والمعلومات إلى أربعة مستويات :
- نشر وعي الكمبيوتر والمعلومات .
- محو أمية الكمبيوتر والمعلومات في التعليم ما قبل الجامعي .
- تعليم الكمبيوتر ونظم المعلومات في الجامعة لغير المتخصصين .
- تأهيل المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات ( علي 1994 : 410 )
وفي رأي بأن الكمبيوتر واستعمالاته وبرامجه أخذت ناحية جدية لدى المعلمين والطلبة الأمر الذي يعد ثورة في المجالات المختلفة ومنها التعليم ، والكمبيوتر في حد ذاته من الوسائل المتطورة في عملية التعلم والتي لا يمكـن إهمـالها مهـما كـان في ظـل العولمة التي أرهـقت العالم اليوم ، فكيف سيتم تغيير الوضع في العالم العربي ؟! وما هي السبل التي تضمن الاستمرارية ؟! والسباق نحو الإنتاج ؟!
إن الاختلاف القائم حالياً بين المرحلة الجامعية ومراحل التعليم العام في تطبيق واستعمال الكمبيوتر كمجال لتكنولوجيا التعليم ليس للمتخصصين في الكمبيوتر ، بل لابد أن يخضع الجميع للممارسة لهذا النوع المتطور من تكنولوجيا التعليم .
ومنذ بداية ظهوره أدرك الكثيرون ، ما للكـمبيوتر من إمكـانات ضخمة كوسيلة لخدمة التعليم ، ومع التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات أصبحت أكثر ملاءمة للمطالب العديدة التي تفرضها صناعة البشر ، وما أكثرها ، أما خدمات هذه التكنولوجيا المرنة السخية فهي تحتوى على المجالات التعليمية التالية :
- في خدمة المتعلم .
- في خدمة المدرس .
- في خدمة أغراض التدريب المهني .
- في خدمة الإدارة المدرسية .
- في خدمة مطوري المناهج .
- في خدمة الإدارة التعليمية ، وواضعي السياسات .
إن إدخال مفهوم الوسائل المتعددة " Multi Media " في العملية التعليمية والهدف منها باختصار شديد هو نقل الطالب للتعلم الذاتي والتعامل مع الكمبيوتر . مع العلم بأن عملية الوسائل المتعددة يمكن أن يساء استخدامها فيمكن أن تتحول بدلاً من تعلم ذاتي إلى استخدام التكنولوجيا للحفظ والتلقين بمعنى أننا إذا أعددنا برامج الوسائل المتعددة على نسق الكتاب المدرسي بحيث تظهر صفحاته على شاشة متعددة الألوان فإننا بذلك نصنع شيئاً جديداً سوى أننا أيدنا فكرة أن الكتاب هو المصدر الوحيد للتعلم مع أننا نـنادي بأن يتيح الكمبيوتر صوراً مختلفة للفهم والإقناع عن طريق أسباب مختلفة مثل الألعاب "Games "أو المحاكاه "Semulation " بحيث يدخل التلميذ معمل الكمبيوتر يجري تجارب على الكومبيوتر في المعمل ويحل المشكلات سواء في دراسة العلوم أو دراسة اللغة أو الفن إذ ليس مجرد استخدام الكمبيوتر هو الشيء المبهر بل توظيف الكمبيوتر في حل المشكلات والكشف عن شيء جديد وأن يتعامل معه الطالب بمعدله الخاص في التعلم هو الشيء الذي يثير الطالب ويبهره ، والوضع المثالي أن يوجد معمل يدخل فيه الطالب ليعمل على الكمبيوتر دراسة ذاتية ( سعيد 1996 : 171 )
نظرة إلى الدراسات السابقة :
تقّل الدراسات العربية أو السعودية في مجال تكنولوجيا التعليم المتطور بالجامعات ومن أجل ذلك رأى الباحث ضرورة البحث في الدراسات الموجودة حالياً ، ومقارنتها بالدراسات الأجنبية حتى يمكن الاستفادة مما توصلت نتائج تلك الدراسات :
ففي دراسة ( بدوي 1998 : 21 ) حول استخدام تكنولوجيا التعليم الجامعي وضّح الباحث أثناء دراسته الاستطلاعية لعينه بلغ عددها 600 طالب من جامعة حلوان بمصر . بأن النتائج دلت عل أن نسبة 16% من أساتذة الجامعة يستخدمون بعض وسائل تكـنولوجـيا التعـليم ، وأن 77% لا يهتمون ، وأن الاستـخدام لأجـهزة تكـنولوجيا التـعليم المتطورة يمثل 9% كالكمبيوتر وفي دراسة
( العـبد الله 1997 : 16 ) عن أهمـيـة تكنـولوجـيا التعـلـيم بجامعـة دمشـق ، ومــن خـلال 216 طالب وطالبـة تم اخـتيارهم للدراسة توصل الباحث إلى النتائج التالية :
1- استعمال 25% من أساتذة الجامعة للأجهزة والوسائل التعليمية القديمة .
2- عدم الإلمام باستعـمال الكمبيـوتر كجـهاز من أجـهزة المعـلومات وتكنولوجيا التعليم وصل إلى 73% .
3- المطالبة بتوفير الأجهزة المتطورة ، والتدريب عليها من قبل الطلبة والأساتذة .
وحـــول عمـلية الاسـتخــدام للتقنـيات التـربوية أشــــــار(Carenter, Schram 1996 : 15
إلى أن أهمية استخدام التقنيات التعليمية تكمن في الآتي :
1- تساعد التقنيات التعليمية في استثارة اهتمام الطلبة .
2- تساعد التقنيات التعليمية على زيادة خبرة الطلبة .
3- تساعد على تقليص الفروق الفردية بين الطلبة .
4- فهم اعمق للأشياء أكثر من الشرح اللفظي .
5- فهم العلاقات بين الأشياء ومسبباتها .
6- تساعد في بناء المفاهيم السليمة .
7- تسهم في إتاحة الفرصة للمشاهدة والممارسة والتأمل والتفكير .
وفي دراسة ( Rowntree 1991 : 15 ) يقول بأن نظام تكنولوجيا التعليم يقضي باستخدام مجموعة من الوسائل التعليمية ، وهذا يتطلب الإلمام الكافي بأهمية تلك الوسائل ودورها في نقل المعلومة للتلميذ ، ومناهج تقنيات التعليم الحالية تفتقر إلى الحراك العلمي بمعنى أنها مفاهيم وحقائق ينقصها الجانب التطبيقي ، فهناك فجوة بين المادة النظرية والتدريب على انتاج واستخدام الوسائل التعليمية في مناهج إعداد المعلمين ورأي أن التقنيات التربوية اصطلاح واسع اتساع التربية ذاتها ونهتم بتصميم التعليم وبالتطوير التربوي ، وهي بشكل رئيسي ومنحنى منطقي لحل مشكلات التربية ، بالإضافة إلى كونها طريقة للتفكير في التدريس والتعليم ، وذلك من خلال دراسته على عدد 342 من أعضاء هيئة التدريس بكلية خدمة المجتمع في شيكاغو ، الينوي .
وذكر ( Carterand John 1986 : 37 ) إلى أن مجالات استخدام التقنيات التربوية لا يزال أقل من المعدل المفترض لها في بعض الجامعات بأميركا ، إذ عمل في دراسـته على استـطلاع أراء 512 من طلبة الجامعة في كل من كولوميوس وأثنز باوهايو .
ويشير ( Dede 1992 : 54 ) إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه العملية التعليمية هي إعـداد الطلاب كي يحصلوا على المعلومات ويستخدموها بفاعلية ، وان الحل لهذه المشكلة يكمن في تنمية مهارات التفكير ذى المستوى الأعلى ، وذلك أن تكنولوجيا التعليم واستخدامها وإنتاجـها تحتاج إلى المهارة في كل شيء ، ولا يمكن أن نعير الآلات والأدوات أهمية بالاستعمال فقط ، بل نحتاج إلى معرفة عملها والتعامل معها ، وأيضاً إنتاج الجديد منها ليساعد في الابتكار والتجديد ، جاء هذا في دراسته على عينة تكونت من 700 من طـلاب الـمدارس الثــانوية بمدينـة دينفر – كلورادو الأميركية .
وفي دراسة ( Kubeck, Delp, Haslettand and Mcdaniel 1996 :107) حول أهمية التدريس على استعمال تكنولوجيا التعـليم بالمـدارس الثانـوية والجـامـعات إذ وضع مقارنة بين 220 طالب بمدارس كنت الثانوية بفيلادلفيا و80 مدرساً في كلية المعلمين بالمدينة ذاتها وأتضح ضرورة تقدير أهمية التدريب بالنسبة للتلميذ ، والمعلم فيما يخـتص باستخـدام الوسـائل أو المنهج وذلك حسب السن ، وهذه الدراسة توضح مدى المهارات التي ينبغي أن يكتسبها المعلم أو التلميذ من خلال عمليتي الاستخدام للمنهج عن طريق الوسيلة التعليمية .
وفي دراسة ( Driscoll and Dick 1999 : 7 ) عن استخدام البحث العلمي في مجال تكنولوجيا التعليم أختار 311 من أساتذة جامعة تينسي في ممفيس الأميركية ، لمعرفة اتجاهاتهم حول أداء البحث العلمي وما تتطلبه مجالات تكنولوجيا التعليم بالجامعات ، وخرج بنتائج تؤكد على ضرورة الاستفادة من الدراسـات العـلمية البحثية في تطوير استعمالات التكنولوجيا ووسائلها ، وأتضح أن نسبة 96% من أساتذة الجامعة لهم مساهمات واضحة في استخدام تكنولوجيا التعليم بأجهزتها المتطورة داخل الفصول الدراسية في أكثر التخصصات ، كالأنتر نت والكمبيوتر .
وفي دراسة ) ( Cifuentes and Murphy 2000: 69 حول أهمية فهم الاتصال والثقافة في تكنولوجيا التعليم خلال التعلم عن بعد ، تم دراسة أبعاد استعمال التكنولوجيا المتطورة في عملية التعلم عن طريق القنوات الفضائية بجامعة ولاية أريزونا في تيمبي ، ومن خلال آراء 70 أستاذاً أشارت النتائج بأن تطور استعمال التكنولوجيا لها تأثير كوسـائل تساعد في العملية التعليمية ، وأن التعليم عن بعد يساعد المجتمع البعيد على التعلم وفق الأجهزة المتطورة التي هي مثابة الاتصال بين الطلاب والأساتذة .
فروض البحث :
بعد مراجـعة الإطـار النـظري ونـتائج البحـوث السابقة ، يمكن صياغة فروض البحث على النحو التالي :
الفرض الأول : يوجد فرق دال إحصائياً في آراء الخبراء لثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الدرجة العلمية ( أستاذ – أستاذ مشارك – أستاذ مساعد ) .
الفرض الثاني : يوجد فرق دال إحصائياً في آراء الخبراء لثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الجنس ( الذكور والإناث ) .
الفرض الثالث : يوجد فرق دال إحصائياً في آراء الخبراء لثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الدرجة العلمية والجنس .
إجراءات البحث :
أ – أداة البحث : استبانه الاتجاه نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة .
تم تصميم استبانه الاتجاه نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة بعد مراجعة الإطار النظري ونتائج البحوث السابقة والقيام بدراسة استطلاعية على عيـنة من الخـبراء في مجـال تكـنولوجيا التعليم ، وتكونت الاستبانة في صورتها المبدئية من عشرين بنداً ، وانتهت بعد التحكيم عليها من قبل لجنة تكونت من ثلاثة خبراء في مجال تكنولوجيا التعليم إلى 18 بنداً ، وتتم الاستجابة على كل بنـد من خلال مـيزان تقدير مكون من خمسة أوزان : أوافق تماماً ( تعـطى خمـس درجات ) ، أوافق ( تعـطى أربع درجات ) ، لا أعرف ( تعـطى ثلاث درجـات ) ، لا أوافـق ( تعـطى درجتين ) ، لا أوافـق على الإطـلاق ( تعطى درجة واحدة فقط ) ( أنظر الملحق ) .
صدق الأداة : -
تم حساب صدق استبانه الاتجاه نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة باستخدام طريقة المكونات الأساسية من إعداد هوتلنج ، وذلك من خلال تطبيق الاستبانة على عينة من الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم ( 35 ذكراً ، 15 أنثى ) . وتم حـساب المصـفوفة الارتباطية ( 18 × 18 ) . وقد أسفرت التحليل العاملي عن وجود عاملين من الدرجة الأولى ( الجـذر الكامـن أكبر من الواحد الصحيح ) ، وقد بلغـت نسبـة التباين 27.66 % من حجـم التبـاين الكلي ، ويوضـح جــدول ( 1 ) العوامـل المستخـرجة لبنـود استبانه ثـورة تكنـولوجيا التعـليم في ظل العولمة بعد التدوير المائل .
ولا شك في أن لتكنولوجيا التعليم أثر في هذا المجال فالعولمة من خـلال السياسات الليبرالية المتطورة التي تعتمد عليها ترسم لنا صورة للمستقبل وخـاصة عـندما نركـز على أهمية تكنولوجيا التعليم ، فالمكتسبات الحالية لا تنظر إلى الخلف كثيراً ، بل تؤكد على الاتجـاه والتغيير نحو ما تتطلبه العولمة ، ومن هذا المنطلق نجد أن ارتفاع الأسعار لشراء التكنولوجيا والإستثمار فيها وما يختص بمجالات التعليم سوف يؤثر على المستوى الاقتصادي لدى الفرد ، إلا أن التنافس بين الشركات المنتجة زاد من التنوع ، والانتشار الأمر الذي أدى إلى انخفاض الأسعار جزئياً ، غير إننا ينبغي أن نلاحظ بأن هذا الموضوع يحتاج إلى تحقيق ثلاث نواحي :
أولاً : الجودة .
ثانياً : الاستعمال الصحيح للسلعة .
ثالثاً : التـدريب على كيـفية الممارسـة ومحاولة الاستفادة لإيجـاد الإنـتاج الذي يتـلاءم مع متطلبات التغير .
ومن أجل ذلك فإن المشكلة الأساسية لدول العالم العربي أو الثالث هي كيف يمكن الاستفادة من الألفية الثالثة ؟! إذ لابد من ثورة تكنولوجية تعليمية تفرضها هذه الدول لكي تصبح قريبة من انعكاسات العولمة اقتصادياً ، وقد ذكر ( بيتر مارتين ، وشــومان 1998 : 15 ) . أن المهمة القادمة هي هندسة عنصر العمل ، والاستخدام الموسع لأجهزة الكمبيوتر ، وهذا يتطلب إنتاج برامج جديدة وجيدة تتمشى مع التطور الحالي في ظل العولمة .
إن الاستخدام أو الانتاج السابق لتكنولوجيا التعليم لم يعد يتلاءم مع متطلبات الثورة التعليمية التي بدأت تعتمد على الآلة ، والاتصالات السريعة ، والأنتر نت ، والأقـمار الصـناعـية ، والقنوات الفضائية . لذلك ينبغي على مجتمعنا أن يتعرف على مَوَاطن الخلل لتنظيم الإصلاح وفق متطلبات التغير .
مشكلة البحث :
تأثرت تكنولوجيا التعليم واستعمالاتها المختلفة بالعولمة ، ذلك أن العمل الفعلي المطلوب هو مواجهة هذا التغيير ولذا تتحدد مشكلة البحث في الإجابة على التساؤلات التالية .
1 – ما الفرق بين آراء الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الدرجة العلمية ؟
2 – ما الفرق بين آراء الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الجنس ؟
3 – ما الفرق بين آراء الخبراء في مجال تكنولوجيا التعلم نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لتفاعل متغير الدرجة العلمية والجنس ؟
هدف البحث :
يهدف البحث التعرف على واقع تكنولوجيا التعليم في بعض الجامعات السعودية في ظل العولمة وفقاً لمتغيري الدرجة العلمية والجنس من الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم .
أهمية البحث :
من المتوقع أن تحدد هذه الدراسة ببعض التوجهات التي تفيد أعضاء هيئة التدريس من أجل الاستخدام المتطور لتكنولوجيا التعليم في ظل العولمة ، ومن خلالها سوف يتم التغيير المطلوب لمواجهة العولمة والاستفادة منها في تطوير مهارات الطلاب في مختلف أقسام الكليات ببعض الجامعات السعودية .
أهمية تكنولوجيا التعليم :
تعـرف تكـنولوجـيا التعلــيم في مجــال التــربية والتعلـيم بأسمـاء متـعددة ، منها معينات التدريس Teaching Aids أو الوسائل السمعية والبصرية AudioVisual Aids وقد ارتبطت بالمعلم لمجرد توضيح ما يصعب على الشرح النظري ، ولم يكن هناك أي أساس علمي لإيضاح أهمية الاستعمـال كتحـسين الأداء أو اكتـساب أنمـاط جـديدة من الـسلوك أو الأـهداف الخـاصـة ( لال ،1998 : 173 ) وقد زاد الاهتمام بالوسائل التعليمية بشكل أكبر من الـسابق مـنذ اكتـشاف الجـــديد مـنـها كالتلــفزيون ، والأقمـــار الصناعيـــــة والفـــيديو ، والفــيديو دســـك ،Video Disc ، والقنوات الفضائية والأنتر نت Internet ،و أصبحت الوسائل جزءاً متكاملاً من العناصر التي تُكوّن عملية الاتصال ( لال ، الجندي 1995 : 22 ) .
أهمية العولمة :
يعتبر اصطلاح العولمة Globalization أو Universalizattion من المصطلحات الحديثة التي أثْرت بشكل واضح وكبير في عالم اليوم ، وأهم ما يميز العولمة عن غيرها أنها جاءت لتؤثر تأثيراً هائلاً في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والمالية بل وأصبحت هي المسير والمتحكم في كثير من مرافق الحياة .
والعولمة هي نظام دولي جديد ، ويمكن القول بأنها احدى ظواهر الحداثة الراهنة التي برزت بشكل واضح في زمن القطب الواحد ، وبالتــحديد بعد انهـيار ما كـان يعرف بالاتحاد السوفيتي ، وكان تركــيزها في الـبدايـة على العـنـصر الاقـتـصادي دون أن تـغفل العناصــر الأخـــرى ( سلامة 2000 : 54 ) .
والعولمة هي الكلمة المستخدمة في وصف التغيير في علاقات الاقتصاد الدولي صوب التداخل والتمازج ورفع الحدود بين الاقتصاديات الوطنية والإقليمية ، وكذلك دفع عملية تحرير انتقال وعمـل رأس المال المـالي والخـــدمات والبضائع والبشر إلـى أقصـــــــاها ( مغربي 2000 : 8 ) .
وفي تلك الآلـية يبدو العالم كأنه سوق واحدة مفتوحة أمام قوة رأس المال والاستثمارات العملاقة ، فكأن العولمة هي التجسيد العملي للأهمية ، رأس المال المالي ، وقد وُضعت اللبنات الأولى للعولمة بعد الحرب العالمية مباشرةً ، لكن انطلاق آليتها الفعلية في أميركا كانت في 1970م بعد سنة على وصول أول أمريكي إلى القمر ، مع قرار الرئـيس الأميركي ريتـشارد نيكسـون لتحـرير أسواق رأس المال من الرقـابة الحكـــومية عـقب أزمـة التغطـية الذهـبية للدولار ( مغربي 2000 : 8 ) .
تتجلى عملية العولمة - واقعاً لا توقعاً - في تقليص الزمان والمكان على كوكب الأرض في قرية عالمية ومصنع عالمي ، وبهذا المعنى فإن العوامل المولدة والدافعة للعولمة تتلخص في الثورة العلمية التكنولوجية في مواجهة الأحداث المتواصلة وبدور أميركي قائد – خاصة في مجالات المعلومات والاتصالات - بتخطيطها لأبعاد الزمان والمكان ، وما ترتب عليها من تحولات في هيكل الاقتصاد العالمي ونمط التخصص الإنتاجي الدولي ، وتداعي المنظومة الاشتراكية ، وانتصار المنظومة الرأسمالية بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي السابق في المـباراة الاقـتصادية والحـرب الـباردة مع الـولايات المتحـدة الأميركية ( عبد العليم 2000 : 29 )
ومع نمو العولمة يزداد تركز الثورة ، وتتسع الفروق بين البـشر والدول إتساعاً لامثيل له حيث أن 358 ملياديرا في العالم يمتلكون ثروة تضاهي ما يملكه 2,5 مليار من سكان المعمورة ، أي ما يزيد قليلاً على نصف سكان العالم . وأن هناك 20% من دول العالم تستحوذ على 85% من الناتج العالمي الإجمالي ، وعلى 84% من التجارة العالمية ، ويمتلك سكانها 85% من مجموع المدخرات العالمية ، وهذا التفاوت القائم بين الدول يوازيه تفاوت آخر داخل كل دولة ، حيث تستأثر قلة من السكان بالشطر الأعظم من الدخل الوطني والثروة القومية ، في حين تعيش أغلبية السكان على الهامش ، وهذا التفاوت الشاسع في توزيع الدخل والثروة سواء على الصعيد العالمي أو الصعيد المحلي لم يعد بالأمر المزعج ، بل هو بات في رأي منـظـري العـولمـة مطلـوباً في حلـبة التـنافـس العالمـي الضـاري ( بيتـر مارتـين ، شومان 1998 : 11)
مجالات تكنولوجيا المعلومات في التعليم العربي :
يعد دخول الكمبيوتر في مجال التعليم بالعالم العربي حدثاً هاماً ، ذلك أن العملية هنا لا تحتاج إلى خيار بل هو أسـبق ما يكون إلى الواقع المفروض فقد تسلل الكمبيوتر إلى قـاعات الدرس ، وظهر ما يشبه المنهجية غير المعلنة لكيفية دخوله إلى المدارس وهي منهجية قوامها ثلاث خطـوات متدرجة :
- الكمبيوتر كنشاط تعليمي مكمل غير إجباري .
- تكنولوجيا المعلومات كمادة تعليمية مستقلة .
- تكنولوجيا المعلومات كوسيلة تعليمية .
وراء هذه المنهجية دافع عملي أساسه التدرج في الخطوات التي تحتاج إلى أقل موارد مادية وبشرية وتنطوي على أقل قدر من المخاطرة إلى تلك التي تحتاج إلى موارد ضخمة وتعديلات جوهرية في الجوانب المختلفة لمنظومة التربية ، ولا شـك أن الـقرار في الـنهاية ستـمليه الفلـسفة التعليمية السائدة ، وتحكمه الموارد والإمـكانات المتاحـة من بشـر وأماكـن ومعدات ( علي 1994 : 409 )
إن إدخال الكمبيوتر إلى المـدارس ، دون توفـر الحـد الأدنى من الـبنى التحتية اللازمة ، ودون أن يسبقه عمليات التجريب والتحليل الدقيق يعد مجازفة حقيقية ، وفشل المبادرات الأولى لدخول تكنولوجيا المعلومات مجال التعليم دون العدة الكافية ربما يؤدي إلى تسرع البعض في اتخاذ المواقف المناهـضة ضد هـذا التوجه الاستراتيجي في تطـوير العمـلية التعـليمية ، ليلقى الكمبيوتر التعليمي بسبب ذلك المصير نفسه ، الذي لاقته كثير من تكنولوجيات التعليم السابقة عليه ، وشتان الفرق فكلفة التخلف هذه المرة باهظة ، كل ما نخشاه أن تخضع مؤسسات التعليم العربية ، للضغط الخارجي الواقع عليها فتتسرع في إدخال الكمبيوتر قبل الإعداد الكافي له ( علي 1994 : 409 ) .
وقد أصبحت علوم الكمبيوتر ، والبرمجيات والاتصالات مجالاً معرفياً قائماً بذاته ، وقد أكتمل له كم المعلومات والمهارات ، التي تجعل منه مادة تعليمية مستقلة ، يمكن تقديمها على درجات متدرجة من الصعوبة ومتباينة من حيث مواضع التركيز وفقاً لمرحلة التعليم ، وتخصصه من رياض الأطفال حتى طلبة الدراسات العليا ، فمن الطبيعي أن تختلف أهداف المنهج ، ومحتواه وأساليبه في التعليم العام ، عنه في التعليم الفني ، وفي الكليات النظرية عنه في الكليات العملية ، من أجل هذا رأينا أن نقسم تعليم أو تعلم مادة الكمبيوتر ، والمعلومات إلى أربعة مستويات :
- نشر وعي الكمبيوتر والمعلومات .
- محو أمية الكمبيوتر والمعلومات في التعليم ما قبل الجامعي .
- تعليم الكمبيوتر ونظم المعلومات في الجامعة لغير المتخصصين .
- تأهيل المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات ( علي 1994 : 410 )
وفي رأي بأن الكمبيوتر واستعمالاته وبرامجه أخذت ناحية جدية لدى المعلمين والطلبة الأمر الذي يعد ثورة في المجالات المختلفة ومنها التعليم ، والكمبيوتر في حد ذاته من الوسائل المتطورة في عملية التعلم والتي لا يمكـن إهمـالها مهـما كـان في ظـل العولمة التي أرهـقت العالم اليوم ، فكيف سيتم تغيير الوضع في العالم العربي ؟! وما هي السبل التي تضمن الاستمرارية ؟! والسباق نحو الإنتاج ؟!
إن الاختلاف القائم حالياً بين المرحلة الجامعية ومراحل التعليم العام في تطبيق واستعمال الكمبيوتر كمجال لتكنولوجيا التعليم ليس للمتخصصين في الكمبيوتر ، بل لابد أن يخضع الجميع للممارسة لهذا النوع المتطور من تكنولوجيا التعليم .
ومنذ بداية ظهوره أدرك الكثيرون ، ما للكـمبيوتر من إمكـانات ضخمة كوسيلة لخدمة التعليم ، ومع التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات أصبحت أكثر ملاءمة للمطالب العديدة التي تفرضها صناعة البشر ، وما أكثرها ، أما خدمات هذه التكنولوجيا المرنة السخية فهي تحتوى على المجالات التعليمية التالية :
- في خدمة المتعلم .
- في خدمة المدرس .
- في خدمة أغراض التدريب المهني .
- في خدمة الإدارة المدرسية .
- في خدمة مطوري المناهج .
- في خدمة الإدارة التعليمية ، وواضعي السياسات .
إن إدخال مفهوم الوسائل المتعددة " Multi Media " في العملية التعليمية والهدف منها باختصار شديد هو نقل الطالب للتعلم الذاتي والتعامل مع الكمبيوتر . مع العلم بأن عملية الوسائل المتعددة يمكن أن يساء استخدامها فيمكن أن تتحول بدلاً من تعلم ذاتي إلى استخدام التكنولوجيا للحفظ والتلقين بمعنى أننا إذا أعددنا برامج الوسائل المتعددة على نسق الكتاب المدرسي بحيث تظهر صفحاته على شاشة متعددة الألوان فإننا بذلك نصنع شيئاً جديداً سوى أننا أيدنا فكرة أن الكتاب هو المصدر الوحيد للتعلم مع أننا نـنادي بأن يتيح الكمبيوتر صوراً مختلفة للفهم والإقناع عن طريق أسباب مختلفة مثل الألعاب "Games "أو المحاكاه "Semulation " بحيث يدخل التلميذ معمل الكمبيوتر يجري تجارب على الكومبيوتر في المعمل ويحل المشكلات سواء في دراسة العلوم أو دراسة اللغة أو الفن إذ ليس مجرد استخدام الكمبيوتر هو الشيء المبهر بل توظيف الكمبيوتر في حل المشكلات والكشف عن شيء جديد وأن يتعامل معه الطالب بمعدله الخاص في التعلم هو الشيء الذي يثير الطالب ويبهره ، والوضع المثالي أن يوجد معمل يدخل فيه الطالب ليعمل على الكمبيوتر دراسة ذاتية ( سعيد 1996 : 171 )
نظرة إلى الدراسات السابقة :
تقّل الدراسات العربية أو السعودية في مجال تكنولوجيا التعليم المتطور بالجامعات ومن أجل ذلك رأى الباحث ضرورة البحث في الدراسات الموجودة حالياً ، ومقارنتها بالدراسات الأجنبية حتى يمكن الاستفادة مما توصلت نتائج تلك الدراسات :
ففي دراسة ( بدوي 1998 : 21 ) حول استخدام تكنولوجيا التعليم الجامعي وضّح الباحث أثناء دراسته الاستطلاعية لعينه بلغ عددها 600 طالب من جامعة حلوان بمصر . بأن النتائج دلت عل أن نسبة 16% من أساتذة الجامعة يستخدمون بعض وسائل تكـنولوجـيا التعـليم ، وأن 77% لا يهتمون ، وأن الاستـخدام لأجـهزة تكـنولوجيا التـعليم المتطورة يمثل 9% كالكمبيوتر وفي دراسة
( العـبد الله 1997 : 16 ) عن أهمـيـة تكنـولوجـيا التعـلـيم بجامعـة دمشـق ، ومــن خـلال 216 طالب وطالبـة تم اخـتيارهم للدراسة توصل الباحث إلى النتائج التالية :
1- استعمال 25% من أساتذة الجامعة للأجهزة والوسائل التعليمية القديمة .
2- عدم الإلمام باستعـمال الكمبيـوتر كجـهاز من أجـهزة المعـلومات وتكنولوجيا التعليم وصل إلى 73% .
3- المطالبة بتوفير الأجهزة المتطورة ، والتدريب عليها من قبل الطلبة والأساتذة .
وحـــول عمـلية الاسـتخــدام للتقنـيات التـربوية أشــــــار(Carenter, Schram 1996 : 15
إلى أن أهمية استخدام التقنيات التعليمية تكمن في الآتي :
1- تساعد التقنيات التعليمية في استثارة اهتمام الطلبة .
2- تساعد التقنيات التعليمية على زيادة خبرة الطلبة .
3- تساعد على تقليص الفروق الفردية بين الطلبة .
4- فهم اعمق للأشياء أكثر من الشرح اللفظي .
5- فهم العلاقات بين الأشياء ومسبباتها .
6- تساعد في بناء المفاهيم السليمة .
7- تسهم في إتاحة الفرصة للمشاهدة والممارسة والتأمل والتفكير .
وفي دراسة ( Rowntree 1991 : 15 ) يقول بأن نظام تكنولوجيا التعليم يقضي باستخدام مجموعة من الوسائل التعليمية ، وهذا يتطلب الإلمام الكافي بأهمية تلك الوسائل ودورها في نقل المعلومة للتلميذ ، ومناهج تقنيات التعليم الحالية تفتقر إلى الحراك العلمي بمعنى أنها مفاهيم وحقائق ينقصها الجانب التطبيقي ، فهناك فجوة بين المادة النظرية والتدريب على انتاج واستخدام الوسائل التعليمية في مناهج إعداد المعلمين ورأي أن التقنيات التربوية اصطلاح واسع اتساع التربية ذاتها ونهتم بتصميم التعليم وبالتطوير التربوي ، وهي بشكل رئيسي ومنحنى منطقي لحل مشكلات التربية ، بالإضافة إلى كونها طريقة للتفكير في التدريس والتعليم ، وذلك من خلال دراسته على عدد 342 من أعضاء هيئة التدريس بكلية خدمة المجتمع في شيكاغو ، الينوي .
وذكر ( Carterand John 1986 : 37 ) إلى أن مجالات استخدام التقنيات التربوية لا يزال أقل من المعدل المفترض لها في بعض الجامعات بأميركا ، إذ عمل في دراسـته على استـطلاع أراء 512 من طلبة الجامعة في كل من كولوميوس وأثنز باوهايو .
ويشير ( Dede 1992 : 54 ) إلى أن المشكلة الكبرى التي تواجه العملية التعليمية هي إعـداد الطلاب كي يحصلوا على المعلومات ويستخدموها بفاعلية ، وان الحل لهذه المشكلة يكمن في تنمية مهارات التفكير ذى المستوى الأعلى ، وذلك أن تكنولوجيا التعليم واستخدامها وإنتاجـها تحتاج إلى المهارة في كل شيء ، ولا يمكن أن نعير الآلات والأدوات أهمية بالاستعمال فقط ، بل نحتاج إلى معرفة عملها والتعامل معها ، وأيضاً إنتاج الجديد منها ليساعد في الابتكار والتجديد ، جاء هذا في دراسته على عينة تكونت من 700 من طـلاب الـمدارس الثــانوية بمدينـة دينفر – كلورادو الأميركية .
وفي دراسة ( Kubeck, Delp, Haslettand and Mcdaniel 1996 :107) حول أهمية التدريس على استعمال تكنولوجيا التعـليم بالمـدارس الثانـوية والجـامـعات إذ وضع مقارنة بين 220 طالب بمدارس كنت الثانوية بفيلادلفيا و80 مدرساً في كلية المعلمين بالمدينة ذاتها وأتضح ضرورة تقدير أهمية التدريب بالنسبة للتلميذ ، والمعلم فيما يخـتص باستخـدام الوسـائل أو المنهج وذلك حسب السن ، وهذه الدراسة توضح مدى المهارات التي ينبغي أن يكتسبها المعلم أو التلميذ من خلال عمليتي الاستخدام للمنهج عن طريق الوسيلة التعليمية .
وفي دراسة ( Driscoll and Dick 1999 : 7 ) عن استخدام البحث العلمي في مجال تكنولوجيا التعليم أختار 311 من أساتذة جامعة تينسي في ممفيس الأميركية ، لمعرفة اتجاهاتهم حول أداء البحث العلمي وما تتطلبه مجالات تكنولوجيا التعليم بالجامعات ، وخرج بنتائج تؤكد على ضرورة الاستفادة من الدراسـات العـلمية البحثية في تطوير استعمالات التكنولوجيا ووسائلها ، وأتضح أن نسبة 96% من أساتذة الجامعة لهم مساهمات واضحة في استخدام تكنولوجيا التعليم بأجهزتها المتطورة داخل الفصول الدراسية في أكثر التخصصات ، كالأنتر نت والكمبيوتر .
وفي دراسة ) ( Cifuentes and Murphy 2000: 69 حول أهمية فهم الاتصال والثقافة في تكنولوجيا التعليم خلال التعلم عن بعد ، تم دراسة أبعاد استعمال التكنولوجيا المتطورة في عملية التعلم عن طريق القنوات الفضائية بجامعة ولاية أريزونا في تيمبي ، ومن خلال آراء 70 أستاذاً أشارت النتائج بأن تطور استعمال التكنولوجيا لها تأثير كوسـائل تساعد في العملية التعليمية ، وأن التعليم عن بعد يساعد المجتمع البعيد على التعلم وفق الأجهزة المتطورة التي هي مثابة الاتصال بين الطلاب والأساتذة .
فروض البحث :
بعد مراجـعة الإطـار النـظري ونـتائج البحـوث السابقة ، يمكن صياغة فروض البحث على النحو التالي :
الفرض الأول : يوجد فرق دال إحصائياً في آراء الخبراء لثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الدرجة العلمية ( أستاذ – أستاذ مشارك – أستاذ مساعد ) .
الفرض الثاني : يوجد فرق دال إحصائياً في آراء الخبراء لثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الجنس ( الذكور والإناث ) .
الفرض الثالث : يوجد فرق دال إحصائياً في آراء الخبراء لثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة وفقاً لمتغير الدرجة العلمية والجنس .
إجراءات البحث :
أ – أداة البحث : استبانه الاتجاه نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة .
تم تصميم استبانه الاتجاه نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة بعد مراجعة الإطار النظري ونتائج البحوث السابقة والقيام بدراسة استطلاعية على عيـنة من الخـبراء في مجـال تكـنولوجيا التعليم ، وتكونت الاستبانة في صورتها المبدئية من عشرين بنداً ، وانتهت بعد التحكيم عليها من قبل لجنة تكونت من ثلاثة خبراء في مجال تكنولوجيا التعليم إلى 18 بنداً ، وتتم الاستجابة على كل بنـد من خلال مـيزان تقدير مكون من خمسة أوزان : أوافق تماماً ( تعـطى خمـس درجات ) ، أوافق ( تعـطى أربع درجات ) ، لا أعرف ( تعـطى ثلاث درجـات ) ، لا أوافـق ( تعـطى درجتين ) ، لا أوافـق على الإطـلاق ( تعطى درجة واحدة فقط ) ( أنظر الملحق ) .
صدق الأداة : -
تم حساب صدق استبانه الاتجاه نحو ثورة تكنولوجيا التعليم في ظل العولمة باستخدام طريقة المكونات الأساسية من إعداد هوتلنج ، وذلك من خلال تطبيق الاستبانة على عينة من الخبراء في مجال تكنولوجيا التعليم ( 35 ذكراً ، 15 أنثى ) . وتم حـساب المصـفوفة الارتباطية ( 18 × 18 ) . وقد أسفرت التحليل العاملي عن وجود عاملين من الدرجة الأولى ( الجـذر الكامـن أكبر من الواحد الصحيح ) ، وقد بلغـت نسبـة التباين 27.66 % من حجـم التبـاين الكلي ، ويوضـح جــدول ( 1 ) العوامـل المستخـرجة لبنـود استبانه ثـورة تكنـولوجيا التعـليم في ظل العولمة بعد التدوير المائل .
ايه محمود فرح حمود- المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 08/12/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى